الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
الخطاب الثقافي التبليغي رقم (21): يا مولانا يا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) الخطاب الثقافي التبليغي رقم (20): غيرة اهل الايمان الخطاب الثقافي التبليغي رقم (19): إن مع التضحية نصراً الخطاب الثقافي التبليغي رقم (18): هيهات منّا الذلّةالخطاب الثقافي التبليغي رقم (17): ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ

العدد 1639 19 ربيع الثاني 1446 هـ - الموافق 23 تشرين الأول 2024 م

التضحية في سبيل الله

القتال من أجل الأهداف الإلهيّةمراقباتالوحدة تعني التأكيد على المشتركات«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»
من نحن

 
 

 

التصنيفات
متراس التبليغ وكسب المهارات-ح10
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

كيف نكون خطباء موفقين‏

عود على بدء وكما تعرضنا في الحلقات المتقدمة للتبليغ الكتابي وأشرنا إلى موقعية القلم والكتابة من وجهة نظر الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وبيّنا ضرورة إتقان الأدب المعاصر لما له من أهمية في ساحة التبليغ وذكّرنا بالنواقص الموجودة، وفيما يلي نتعرض لمسائل تتعلق بالتبليغ القولي.

والخطابة نوع من التبليغ ألقولي الذي حظي باهتمام خاص منذ القديم حتى أن المعصومين عليهم السلام أولوه أهمية خاصة. وكان الأئمة عليهم السلام الذين هم أمراء الكلام(1) يعتمدون على هذا الأسلوب لتبليغ المعارف الدينية والإلهية وأفضل شاهد على ذلك ما نجده في خطابات نهج البلاغة.

ماهية الخطابة

ليست الخطابة مجرد كلام يقال بل هي عبارة عن تحريك الأفراد للقيام بعمل ما أو لثنيهم عن عمل آخر لذلك يجب أداء الخطابة بحيث يتحرك الأفراد للقيام بالعمل أو لتركه، لذلك كانت الخطابة فناً بحد ذاتها وهي تمتلك خصائص وصفات معينة، مثال ذلك يجب القيام والخطابة بما يشجع المستمع على الجهاد، الإنفاق، العمل، الدراسة، الخدمة، الإيثار و... أو لتشجيعهم على ترك أعمال أخرى كالمعصية، الكسل، الخوف، الفشل، الحرص، التكبر والأنانية... في هذه الحالات يكون التأثير الروحي لكلام الخطيب واضحاً عند المستمع. التشجيع والتحريك قد ينطلق من العطف والمحبة وقد ينطلق من التنفر والكراهية. وهذا يعني أنه لا بد من أن يؤدي التشجيع والتحريك إلى إيجاد حالة العشق والأمل والحنان عند المستمع ليتحرك نحو العمل أو إلى إيجاد حالة البرودة واليأس ليتحرك نحو تركه(2). وأما إتقان فن الخطابة فيتطلب بداية الرجوع إلى الكتب المختلفة المدونة في هذا الشأن(3). وفي هذا الخصوص نكتفي بذكر بعض المسائل:

ألف- الخطابة والأدب‏
أشرنا فيما مضى إلى وجود علاقة وثيقة بين التبليغ ألكتبي والقولي. وتترك الكتابات الجذابة والبليغة تأثيراً غير مباشر في أقوال الإنسان. ومن هنا يوصي الأساتذة الطلاب بإتقان "فن الخطابة" والتي تظهر عادة في النصوص الأدبية ليتمكنوا بهذه الوسيلة من تقديم خطاب جذاب وتصوير الوقائع بشكل جميل وهذا يعني القدرة على التأثير في المستمعين.ويمكن الوقوف على العلاقة الوثيقة بين الخطابة والأدب من خلال التعاريف المقدمة للأدب. يقول الجرجاني والزمخشري في هذا الخصوص: "علم الأدب علم يحترز به عن جميع الخطأ في كلام العرب لفظاً وكتابةً"(4).

وجعلت الخطابة رديفة لعلم الأدب حيث تجتمع فيها كافة العلوم الأدبية، والعلوم الأدبية عبارة عن: اللغة، الاشتقاق، النحو، المعاني، البيان، البديع، العروض، القافية، الخطابة، الشعر، الإنشاء، المحاضرات، الخطابة والتواريخ(5).

وعلى هذا الأساس فالذي يرغب في أن يكون خطيباً ماهراً مؤثراً في أنفس مخاطبيه عليه أن يتقن الأدب وأن يتعاطى مع نصوص قوية وكتابات جذابة.

ب- الخطابة والمعاني والبيان
وللخطابة علاقة وثيقة مع علم الفصاحة والبلاغة لأن هذين العلمين يتكفلان تقديم الأسلوب الصحيح للكلام ويترك الاطلاع عليهما لمسة جميلة وجذابة على الكلام.

سئل الصادق عليه السلام: ما البلاغة؟ فقال: "من عرف شيئاً قل كلامه فيه وإنما سمّي البليغ لأنه تبلغ حاجته بأهون سعيه"(6).

ويقول الإمام علي عليه السلام: "أحسن الكلام ما زانه حسن النظام وفهمه الخاص والعام"(7).

أما معرفة "حسن النظام" وفهمه لدى الخاص والعام فهو ما يتكفل علم البلاغة وفن الخطابة ببيانه.يُسرّ الإنسان بكل شي‏ء حسن وجميل ويناسب نفسه لا بل ويجذب إليه.

ومن هذه الأشياء اللفظ الفصيح والعذب والكلام البليغ والمناسب. والله تعالى هو الذي يجعل الألفاظ الجميلة تستقر في القلوب والأرواح وتؤثر فيها على عكس الألفاظ القبيحة والكلام غير البليغ التي لا تترك أي أثر في النفس وتؤدي إلى الملل واليأس(8).

* مجلة مبلغان


(1)ميزان الحكمة، ج‏1، ص‏465. إنا لأمراء الكلام.
(2)الأساليب، جواد محدثي، ص‏166.
(3)أهم هذه الكتب: قانون الخطابة، محمد علي فروعي؛ آداب الكلام، د. ياشا صالح؛ أصول الخطابة، السيد محمد تدين؛ الخطاب والخطابة، محمد تقي فلسفي؛ صناعة الخطابة، مجتبى سلطان محمدي طالقاني.
(4)الأدب والالتزام في الإسلام، محمد رضا حكيمي، ص‏41.
(5)المصدر نفسه، ص‏44.
(6)ميزان الحكمة، ج‏1، ص‏462.
(7)المصدر نفسه، ص‏463.
(8)الأدب والالتزام في الإسلام، محمد رضا حكيمي، ص‏2.

10-01-2014 | 16-25 د | 1857 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net