8ـ مكان تردد الملائكة
يقول الإمام الباقر عليه السلام: "بيت علي وفاطمة من حجرة رسول الله
صلوات الله عليهم، وسقف بيتهم عرش ربّ العالمين وفي قعر بيوتهم فرجة مكشوطة إلى
العرش، معراج الوحي والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً ومساءً، وفي كل ساعة وطرفة
عين، والملائكة لا ينقطع فوجهم، فوج ينزل وفوج يصعد، وإن الله تبارك وتعالى كشط
لإبراهيم عليه السلام عن السماوات حتى أبصر العرش وزاد الله في قوة ناظره، وإن
الله زاد في قوة ناظرة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وكانوا
يبصرون العرش ولا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش، فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن..."1.
نعم، نزل جبرائيل في الكثير من الأحيان بالآيات الإلهية إلى الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم في هذا المنزل، وفيه كانت حادثة حديث الكساء أيضا2.
9 ـ سلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أهل البيت
عندما نزلت الآية الشريفة:
﴿وامر اهللك بالصلاة واصطبر عليها﴾3، بقي
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مدة أربعين يوماً4، أو ستة أشهر5، أو ثمانية
أشهر6، أو تسعة أشهر7 يتردد صباحاً ومساءً على بيت فاطمة عليها السلام ويأخذ
بحلقة الباب ويسلم على أهله ويقول: "الصلاة يرحمكم الله"8 ثم يتلو قوله تعالى:
﴿انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾9 يقول أبو الحمراء:
شاهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتردد أربعين يوماً صباحاً ومساءً على
بيت علي وفاطمة عليهما السلام فكان يأخذ حلقة الباب ويقول: "السلام عليكم أهل
البيت ورحمة الله وبركاته. الصلاة يرحمكم الله.
﴿انما يريد الله ليذهب..﴾"10.
يقول القندوزي الحنفي بعد ذكر هذا الحديث أن ثلاثمائة شخص من صحابة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قد رووا هذا الحديث11.
10 ـ إغلاق كافة الأبواب إلا باب بيت فاطمة
عندما وجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن بيت علي عليه
السلام وفاطمة عليها السلام مفتوح على المسجد، فتحوا باباً من بيوتهم عليه. ولم
يطل الأمر إذ أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إغلاق كافة الأبواب إلا باب علي عليه السلام . ارتفعت الأصوات المعترضة، إلا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان مصراً على الإغلاق، حتى أنه أمر بإغلاق النوافذ.
عن زيد بن أرقم قال "كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب
شارعة في المسجد قال: فقال يوماً سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، قال فتكلم في ذلك
ناس، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد فإني ما أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال: فيه قائلكم وإني والله ما
سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته"12. والحديث المذكور هو من الأحاديث
المُسَلَّم بها عند السُنَّة والشيعة، فلم يعترض على صحته أحد إلا ابن الجوزي الذي
اعتبره من جملة الأحاديث الموضوعة التي وضعها الرافضة وقد كتب ابن حجر العسقلاني في
كتاب "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" يرد على ابن الجوزي فقال: "أخطأ في ذلك
شنيعاً فإنه سلك في ذلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة"13.
* مجلة مبلغان
1- المصدر نفسه.
2- سند حديث الكساء الشريف، ص6.
3- سورة طه، الآية: 132.
4- أمالي الطوسي، ص251.
5- سير أعلام النبلاء، ج2، ص434.
6- بحار الأنوار، ج43، ص53.
7- ينابيع المودة، ص174، ومناقب الخوارزمي، ص23.
8- أمالي الطوسي، ص251.
9- بحار الأنوار، ج43، ص53.
10- ينابيع المودة، ص174.
11- المصدر نفسه.
12- ذخائر العقبى، ص77.
13- معرفة المدينة، ص117.