قيمة العدالة
تُعتبر العدالة من جملة
الأصول الهامة ومن الأهداف الأساسية في الإسلام. وقد جاء في التعاليم الإسلامية أنّ
البشر مأمورون رعاية العدالة في كافة أبعاد حياتهم (الفردية، الاجتماعية،
الاقتصادية، السياسية وفي أقوالهم وسلوكياتهم) وأن يجعلوا ذلك مقدمة لجميع الأعمال
التي يقومون بها.
وتحدث القرآن الكريم في آيات عديدة حول قيمة وأهمية العدالة من جملة ذلك:
1- ﴿اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾1؛
﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ﴾2.
2- ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾3.
3- ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾4.
4- ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾5.
بناءً على ما تقدم من آياتٍ شريفة فإنَّ إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية هو لأجل
تحقق العدالة في المجتمع البشري.إنّ جميع الأشخاص في المجتمع الإسلامي متساوون أمام
بيت المال والإمكانيات العامة، ولا يمكن أن يقف أمام تحقق العدالة أيُّ عاملٍ عِرقيّ
أو سوابق جهادية أو انتسابٍ إلى أفراد أو مجموعات صاحبة سلطة ونفوذ، وهذا يعني عدم
وجود مهارب قانونية في المجتمع الإسلامي.
وأكد الأئمة الأطهار عليهم السلام أيضاً على مسألة العدالة وفيما يلي نشير إلى
بعض الروايات المنقولة عنهم:
1- يقول الإمام الصادق عليه السلام: في يوم من الأيام خاطب الإمام علي عليه السلام
الخليفة الثاني قائلاً له: "ثلاث إن حفظتهن وعملت كفتك ما سواهن، وإن تركتهن لم
ينفعك شيء سواهن". وعندما سأله الخليفة الثاني عن هذه الأشياء الثلاثة قال له: "إقامة
الحدود على القريب والبعيد، والحكم بكتاب الله في الرضا والسّخط، والقسم بالعدل بين
الأحمر والأسود..."6.
2- أوصى الإمام علي عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام قائلاً: "أوصيك بتقوى الله
في الغنى والفقر، وبالعدل على الصديق والعدو".
3- يقول أبو مالك: "قلت لعلي بن الحسين عليه السلام: أخبرني بجميع شرائع الدين. قال
عليه السلام: قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد، هذه جميع شرائع الدين"7.
* مجلة مبلغان
1- سورة المائدة، الآية: 8.
2- سورة الأنعام، الآية: 152.
3- سورة النحل، الآية: 90.
4- سورة المائدة، الآية: 8.
5- سورة الحديد، الآية: 25.
6- التهذيب، ج6، ص227، الحديث 547؛ دعائم الإسلام، ج2، ص443، الحديث 1543.
7- تفسير نور الثقلين، ج3، ص79.