تحقق العدالة بواسطة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
يلزم من تحقق العدالة الاجتماعية زوال المفاسد والموبقات الاجتماعية. والإمام
المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو الشخصية التي ستحارب كافة المفاسد والمعضلات
والمشكلات التي ابتليت بها المجتمعات البشرية، فيما يلي نشير إلى بعض الروايات التي
تتحدث عن المفاسد في مرحلة الغيبة:
1 ـ يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "وذلك عندما تصير الدنيا هرجاً
ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير، ولا القوي يرحم الضعيف،
فحينئذٍ يأذن الله له بالخروج"1.
2 ـ يتحدث الإمام الصادق عليه السلام حول مرحلة غيبة الإمام ويقول: "ورأيت الربا
ظاهراً لا يَعَيَّرُ"2.
3 ـ ويقول عليه السلام أيضاً: "ورأيت الولاية قبالة لمن زاد"3.
تشير الروايات المتقدمة وغيرها من الروايات الشريفة إلى حجم المشكلة التي تعاني
منها البشرية في مرحلة الغيبة وكل ذلك بسبب عدم وجود العدالة الاجتماعية.أما الإمام
المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فيواجه ويحارب كافة المعضلات الاجتماعية التي
تحيط بالمجتمع البشري ويطهّره منها، ويقدم نموذجاً للمجتمع الإسلامي المثالي الذي
يقوم على أساس الثقافة المحمدية صلى الله عليه وآله وسلم الأصيلة. فيما يلي نشير
إلى بعض الروايات التي تبين كيفية عمل الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في مرحلة
الظهور وخصائص تلك المرحلة:
1 ـ يقول الإمام الصادق عليه السلام حول مرحلة الظهور: "ويحسن حال عامة العباد،
ويجمع الله الكلمة، ويؤلف بين قلوب مختلفة، ولا يعصى الله (عزَّ وجلَّ) في أرضه،
ويقام حدود الله في خلقه، ويَرُد الله الحق إلى أهله"4.
2 ـ وقال عليه السلام أيضاً: "اعلموا أنَّ الله يحيى الأرض بعد موتها... أي
يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمة الضلال"5.
3 ـ يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع الجور
في أيامه وامنت به السبل"6.
4 ـ يقول الإمام الباقر عليه السلام حول عمل الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في
مرحلة الظهور: "ويوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعاً ويهدم كل مسجد على الطريق
ويسد كل كوة إلى الطريق وكل جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق"7.
5 ـ عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال أيضاً: "إذا قام قائم أهل البيت قسم
بالسوية وعدل في الرعية"8.
6 ـ نقرأ في دعاء الندبة: "متى ترآنا ونرآك وقد نشرت لواء النصر ترى... وقد ملأت
الأرض عدلاً وأذقت أعدائك هواناً وعقاباً".
* مجلة مبلغان
1- بحار الأنوار، ج52، ص380.
2- منتخب الأثر، ص429.
3- بحار الأنوار، ج52، ص257.
4- اكمال الدين واتمام النعمة، ج2، ص646.
5- الغيبة للنعماني، ص20.
6- بحار الأنوار، ج13، ص180 (طبقة قديمة).
7- المصدر نفسه، ص186.
8- المصدر نفسه، ج52، ص351، الحديث 103.