المقال الذي بين أيدينا عبارة عن محاضرة ألقاها آية الله السبحاني في جمع من
المبلغين الذين يؤدون وظيفة التبليغ خارج البلد وهي تدور حول موضوع مهام وخصائص
مبلغي الدين وطرق النجاح في تبليغ الدين.
مهام المبلغ
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ
أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا
﴾1.
إن كل شخص عمل وطوال التاريخ على تبليغ الإسلام كان مصداق الآية الشريفة
المتقدمة.ذكر الله تعالى في بداية الآية الشريفة عبارة
﴿﴾.ليجعل المسألة كلية، وهذا يعني أن الرسالة هنا ليست شخصية بل هي رسالة كلية، وهي
ليست قضية خارجية كما يقول الأصوليون بل هي قضية حقيقية، فالآية تتوجه إلى جميع
المبلغين الذين جاءوا على مَرّ التاريخ. وقد بَيّنت الآية الشريفة ثلاث مهام وخصائص
لمبلغي الدين:
ألف ـ تبليغ رسالة الله تعالى
يقول علماء النحو بأن "الذين" من جملة المبهمات التي لا يزول الإبهام فيها إلا بما
بعدها. ﴿ ﴾، يشير هذا المقطع من الآية الشريفة إلى إحدى مهام مبلغي الدين وهي تبليغ
رسالة الله تعالى. فليس من وظائفكم توضيح السياسات العالمية، ولا تناول هذا المذهب
أو ذاك بالسبّ والشتائم، بل كل هدفكم تبليغ الرسائل التي أتى بها الأنبياء
والأولياء بالأخص الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وأولياءه. لذلك ينبغي أن
يتمحور أساس حديثكم حول: قال الله، قال رسول الله، قال الباقر، قال الصادق...
يجب أن يدرك الناس أن ما يتلفظ به المبلغ هو كلام الله تعالى حيث يكون لهذا الأمر
آثاراً ايجابية أكبر مما لو كانت غير ذلك.بعض الأشخاص يتحدثون ويتلفظون بعبارات
عديدة ولكنهم لا يذكرون ولا ينقلون آية أو رواية، بل يركزون كلمتهم حول ما قال ذاك
الدكتور وهذا البروفسور... هؤلاء ليسوا مبلغين للإسلام، فالمبلغ عليه أن يبلغ رسالة
الله. ولهذا الأمر يجب أن يتسلح المبلغ بالأمور الآتية:
1 ـ أن يكون المبلغ حافظاً للقرآن إلى حدود بعيدة. وإذا لم يتمكن المبلغ من حفظ كل
القرآن، عليه أن يحفظ الآيات والأجزاء الهامة من القرآن.
مثال ذلك: على المبلغ أن يحفظ سورة الحجرات والتي هي سورة أخلاقية، وسورة لقمان...
2 ـ أن يقرأ القرآن بشكل صحيح من دون أخطاء.
3 ـ أن يحفظ مقاطعاً من نهج البلاغة. مثال ذلك: عهد الإمام علي عليه السلام إلى
مالك الأشتر بالإضافة إلى بعض الشواهد التاريخية والكلمات القصار والعبارات
المختصرة...
4 ـ يجب أن يكون كتاب "تحف العقول" مرافقاً للمبلغ بشكل دائم، لأنه كتاب أخلاقي
واجتماعي من أوله إلى آخره.
* مجلة مبلغان
1- سورة الأحزاب،
الآية: 39.