الإلتفات جذور وأساس المعاصي
ينبغي أن يلتفت مُبلِّغ الدين إلى الأرضية التي تنمو فيها المعاصي وكذلك جذور
وأسباب تلك المعاصي، على أساس أنَّ هذا الالتفات مقدمة ضرورية لتحذير المخاطبين
منها. مثال ذلك قد يكون هناك العديد من الأسباب والعلل لعدم أداء بعض الأشخاص
للصلاة، من قبيل:
1 ـ عدم الاطلاع على حكم الصلاة في الإسلام وعدم المعرفة بالتكليف الشرعي.
2 ـ عدم الالتفات إلى آثار الصلاة الايجابية وعواقب تركها.
3 ـ إتِّباع الشخص لأهوائه.
4 ـ عدم اهتمام أفراد العائلة كالأب والأم... بالصلاة.
5 ـ حصول حادثة سلبية من المصلين. مثال ذلك: يرفض البعض أداء الصلاة لأن الصورة
الموجودة في ذهنه ان بعض المصلين كان يتعامل معه بخشونة أيام الطفولة.
6 ـ اعتقاده بأن الصلاة أمرٌ غير هام حيث لم يدرك أهميتها وضرورتها.
7 ـ عدم امتلاك قدوة مناسبة فيما يتعلق بالصلاة.
8 ـ العيش بين أفراد غير مبالين ولا يكترثون بالصلاة.
إذا تمكن المبلغ الاطلاع على جذور ظهور المعاصي والأرضية التي تساهم في وجودها فإن
ذلك يساعده في تنظيم برامجه الموجهة إلى المخاطبين.
الغذاء الحرام سبب الانحراف عن الحق
تحدث الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من المحرم، وفي خطبته الثانية بعد أن
أطبق عليه الأعداء، طلب من الجميع الاستماع إلا أنهم لم يسكتوا، بدأ الإمام عليه
السلام كلامه مجبراً إياهم على السكوت لما كان لعباراته من وقع عليهم، قال عليه
السلام : «ويلكم ما عليكم أن تنصتوا إليَّ فتسمعوا، وإنما أدعوكم إلى سبيل
الرشاد، من أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين وكلكم عاصٍ لأمري
غير مستمع لقولي» ثم بدأ الحديث حول أسباب عداء أهل الكوفة لأهل البيت عليهم
السلام وجذور الانحراف عن الحق، قال عليه السلام : «مُلئت بطونكم من الحرام فطبع
الله على قلوبكم»(1).
(1) خطاب الحسين بن علي عليه السلام ص170.