القسم الثاني: أساليب التربية
1 ـ الاستعانة بحسِّ الكمال
يميل الأطفال والناشئة فطرياً إلى الكمالات والصفات الإنسانية الجميلة. والمربِّي
يمكنه إرشاد المتربِّين نحو أهدافه عن طريق الإرضاء الصحيح لمسألة التفوق، وبالتالي
يشجعهم على النشاط والفعالية في سبيل الحصول على الكمالات. في أحد الأيام دعا
الإمام الحسن عليه السلام أبناءه وأبناء أخيه ثم خاطبهم قائلاً: "إنكم صغار قوم،
ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يحفظه
فليكتبه وليضعه في بيته"(1).
بهذا الأسلوب حاول الإمام عليه السلام ترغيب أبناءه، اكتساب العلم والدرس حيث ساروا
بعشق ومحبة على هذا الطريق حيث لا مجال فيه للتهديد والوعيد.
2 ـ التعريف بالنماذج التربوية
يبحث الطفل واليافع فطرياً عن النموذج وتتجلى حاجته الداخلية هذه هي مسألة التقليد
عنده. ينبغي على الوالدين والمربين تعريف النماذج الصحيحة ليتمكنوا بذلك من توجيه
حس التقليد عنده. الشيء المهم هنا هو معرفة النماذج الصحيحة والقدوة الكاملة التي
يمكنها زرع الصفات الحسنة في الطفل. أما القرآن الكريم فقد استخدم هذا الأسلوب بشكل
كبير حيث عرف لنا النموذج الكامل الذي لا نقص ولا عيب فيه وهكذا كانت السيرة
التربوية للإمام الحسن عليه السلام، خطب الإمام عليه السلام خطاباً بليغاً بعد
شهادة الإمام علي عليه السلام عَرَّف بالشخصية المميزة للإمام عليه السلام
وقال: "أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن
يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي
موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم، وفي الليلة التي أنزل
الله عز وجل فيها الفرقان، والله ما ترك ذهباً ولا فضة، وما في بيت ماله إلا
سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم".
(1) منية المريد، ص340.