دور الوالد الصالح
الوالد الذي هو الركن الهام في العائلة، يجب أن يمتلك مجموعة من الصفات والشروط.
يقول الإمام الحسن عليه السلام يخاطب شخصاً سأل عن رأي الإمام عليه السلام فقال: "زوِّجها
من رجل تقيٍّ، فإنه إن أحبَّها أكرَمَهَا وإن أبغضَهَا لم يَظْلِمْها"(1).
مما لا شك فيه أن الأب الذي هو مدير العائلة، إذا كان شخصاً صالحاً مؤمناً فسيعيش
أفراد العائلة في ظل محبته وعطفه وحنانه وسيحول العائلة إلى محيط آمن ويهيئ الأجواء
لتربية أبناء مؤمنون.
تأثير الأم الصالحة
الأم لها دور هام في نمو ورشد قابليات الأبناء في البيت لا بل أن سعادة وشقاء
الإنسان يعود إلى أعمال أمه. وقد أشار الإمام المجتبى عليه السلام إلى دور الأم
الخاص في بناء شخصية الأفراد. عندما ناظر الإمام عليه السلام معاوية، أشار إلى دور
الأم في علل شقاء معاوية وسعادته وقال: "... وأمك هند وأمي فاطمة، وجدتي خديجة
وجدتك نثيلة، فلعن الله ألأمَنَا حَسَبَاً وأقْدَمَنَاً كُفْراً وأَخْمَلَنَا ذكراً..."(2).
والأم باعتبارها موجوداً عاطفياً تلعب دوراً كبيراً في إيجاد الهدوء والاطمئنان عند
أبناءها. لا بل تلعب الأم دوراً مؤثراً وأساسياً منذ انعقاد النطفة إلى مرحلة
الطفولة، وبالأخص في مرحلة الحمل التي تصنع فيها الشخصية الأخلاقية والروحية للطفل،
حيث تكون الأم مصدر الغذاء المباشر له.بناءً على ما تقدم فإن إيمان وأخلاق الوالدين
الذين هما ركنان هامان في العائلة، شرط أساسي في الوصول إلى الأهداف التربوية
المتعالية.
ب ـ الأصدقاء
يأتي الأصدقاء في المرحلة الثانية بعد العائلة حيث يؤثر هؤلاء في تربية الطفل
وتكوين أخلاقه. والطفل يميل بشكل كبير إلى الطفل الآخر الذي يساويه في العمر. مع
العلم أن معاشرة الأصدقاء أصحاب الأخلاق من جملة الحاجات الطبيعية ومن أجمل وأفضل
اللحظات التي يقضيها الطفل والناشئة عندما يكونان إلى جانب أصدقاءهما.
وضحَّ المعصومون عليهم السلام الآثار السلبية والإيجابية للصداقة وأوصوا أتباعهم
مصاحبة الأشخاص أصحاب اللياقات.يوصي الإمام المجتبى عليه السلام ابنه قائلاً: "يا
بني لا تُواخِ أحداً حتى تعرف موارده ومصادره فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة
فآخِهِ على إقالة العثرة والمواساة في العسرة"(3).
ج ـ المنظمات والمراكز الاجتماعية
يتأثر الإنسان من خلال تردده على المجالس والمحافل بسلوك وحركات المشاركين فيها.
يشير الإمام الحسن عليه السلام إلى أصل تأثير المجالس الاجتماعية ويوصي المشاركة في
المحافل السالمة والمفيدة، يقول: "مَنْ أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان:
آية محكمة وأخاً مستفاداً وعلماً مستطرفاً ورحمة منتظرة وكلمة تدله على الهدى أو
ترده عن ردى"(4).
*مجلة مبلغان
(1) مكارم الأخلاق، ص233.
(2) الاحتجاج للطبرسي، ج1، ص279.
(3) تحف العقول، ص233.
(4) المصدر نفسه، ص235.