مظاهر وحدوية
عمل الإسلام على ترسيخ الوحدة الإسلامية من خلال مظاهر عديدة، منها:
وحدة قبلة المسلمين: ضرورة الوحدة والتنسيق في صفوف المسلمين تفرض اتجاههم
في الصلاة نحو قبلة واحدة، وإلا ساد الهرج والفوضى، وتفرقت الصفوف وتشتتت.
الصلاة: فالصلاة التي هي عمود الدين يقف المسلمون فيها صفاً واحداً لا فرق
بين غني ولا فقير، ولا أمير ولا مأمور، ولا رئيس ولا مرؤوس.... كلهم يضع جبهته على
الأرض معلناً توحيده لله رب الخلائق أجمعين.
صلاة الجمعة والجماعة: فصلاة الجماعة عبادة يومية جعلت منها الشريعة المقدسة
مظهراً من مظاهر الاتحاد والاجتماع والتآلف، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "أما الجماعة فإن صفوف أمتي في الأرض كصفوف الملائكة في السماء".
وصلاة الجمعة، مظهر آخر من مظاهر الاتحاد والاجتماع الاسبوعي، وهي دورة تعبوية
إسلامية، سياسية وعبادية ضمن المنهج الإسلامي.وعن الامام العسكري عليه السلام: "...
صلوا في عشائرهم اشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم.."
ارتياد المساجد: ان اول عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما دخل
الى المدينة هو بناء المسجد وهذا ما يدل على اهميته من نواحي عديدة اهمها انه مظهر
من مظاهر الوحدة.
الصوم: أما الصوم فهو إشعار للمسلمين بعمق الوحدة والإخاء والتعاون، كلهم
ممسك صائم عن المباحات والمحرمات المفسدة للصوم، يدفعهم إحساسهم بالجوع والألم إلى
المواساة والنصرة للضعفاء والفقراء والمحتاجين.
الزكاة: وهكذا الزكاة التي هي حق مفروض في مال الأغنياء من المؤمنين للفقراء
والمساكين، يدفعونها إليهم بلا منّ ولا أذى، تكاتفاً وتعاوناً وتكافلا اجتماعيا.
الحج: عن الإمام الصادق عليه السلام: عن هشام بن الحكم قال: "سألت أبا عبد
الله عليه السلام فقلت له: ما العلة التي من أجلها كلف الله العباد الحج والطواف
بالبيت؟ فقال:.. "فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب ليتعارفوا...".
أسباب الفرقة
أ- أسباب أخلاقية: وذلك كالجهل عن الإمام علي عليه السلام: "لو سكت الجاهل
ما اختلف الناس"
ب- أسباب نفسية: وذلك كالخوف والقلق من الطرف الآخر وسوء الظن وعدم الثقة به.
ج- السلطات السياسية: التاريخ يشير لنا إلى ان السلطات السياسية عملت على
تكثير المذاهب ووضع الأحاديث لبث الخلاف بين المسلمين.
اليهود: اليهود بما يملكون من عقيدة عنصرية لا يريدون الخير لغيرهم- فهم شعب
الله المختار كما يظنون - وتاريخهم معروف بالخيانة والتجسس والفتنة والفساد وإشعال
الحروب،وإسرائيل اليوم ابرز شاهد على فساد هؤلاء القوم.
المنافقون: يقول جلا وعلا: ﴿لَقَدِ
ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء
الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾
التوبة 48
الآية تشير إلى مؤامرات المنافقين عامة التي كانوا يكيدونها للنبي صلى الله عليه
وآله وسلم وللمسلمين ليحبطوا روح الوحدة ويثيروا الشكوك والتردد في أفكار الناس.
الاستكبار والاستعمار: من أهم الأصول الإستراتيجية العملية للسياسة
الاستكبارية والاستعمارية إيجاد الفرقة والعداوات بين الأقوام والمجموعات المختلفة
في المجتمع الواحد من خلال إثارة النعرات المذهبية والقومية والعرقية وغيرها.
الاستشراق: وعلى نفس المنوال سارت حركة الاستشراق، فعملت على تشويه صورة
الإسلام وحجب محاسنه عن الشعوب النصرانية للحيلولة بينهم وبين الدخول فيه.
التكفيريون: لا شك في وجود اختلاف بين المسلمين، ولكن لماذا يتحول الإختلاف
إلى عداوة وتشرذم وتناحر إلى حد القتل والتكفير؟ هل هو الإختلاف في بعض مسائل
العقيدة، أم تعدد الآراء في بعض فروع الفقه، أم اختلاف وجهات النظر حول بعض الوقائع
التاريخية أو ما إلى ذلك؟ ليس الأمر كذلك على أي حال لأن هذه الاختلافات أولا لا
تقطع حكم الأخوة في قوله تعالى﴿إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.
الإعلام الفتنوي: سواء كان إعلاماً مقروءاً أم مسموعاً أم مرئياً أم عبر
الوسائل الحديثة كالانترنت، فان هذا الإعلام الممول من السلطات السياسية الفرعونية
الملوكية أو من اليهود أو من الاستكبار والاستعمار الجديد أو من جهات تكفيرية، له
دور مهم في التفريق بين المسلمين، عبر الكذب والافتراء والإشاعات وبث الخوف والقلق
وسوء الظن بالطرف الآخر، وجعل الصديق المسلم عدواً (جعل إيران عدوا والشيعة خطرا)،
واللعب على الوتر المذهبي (سني شيعي) والقومي (عربي فارسي كردي تركي).