السلوك الشعبي
جاء في القرآن الكريم: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ
فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ ﴾(1). وجاء أيضاً قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ
لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾(2) وجاء كذلك: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾(3) تحكي هذه الآيات الشريفة عن أن الأنبياء
كانوا سواسية مع الناس. كانوا يعرفون الناس ويدركون ثقافتهم.
أشار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذه الحقيقة عندما قال: "خالطوا الناس
مخالطة إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم"(4).
يعتبر آية الله أحمد ميانجي من مصاديق هذه الرواية. ذاك الوجه المحبوب في زمانه.
كان آية الله أحمد ميانجي أحد أبرز الوجوه المحبوبة في مجلس خبراء القيادة. كنا
نقول له باعتبار الفاصل العمري بيننا وبينه، إنك كنت وما زلت وستبقى أستاذنا
الأخلاقي، فلو شاهدت منا عملاً غير مقبول فانصحنا. وعندما توفي هذا العالم الكبير
شُيّع تشييع المراجع.
ما هو أسلوب الحياة الشعبي؟
يظن البعض أنه يصبح شعبياً ومع الشعب إذا كان كثير المزاح معهم. وقد أكدت التجربة
أن مزاح عالم الدين، يسقطه من أعين الناس.أما حالة العبوسة والاستغراق في الذات
فغير مقبولة أيضاً، والمزاح الكثير يذهب بماء الوجه.
وإذا كانت بعض الحالات أكدت على أصل المزاح، إلا أن كثرته مرفوضة وقد نُهينا عنه.
جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: "إياكم والمزاح فإنَّهُ يذهب بماء الوجه"(5). ينبغي الابتعاد عن عرض بعض حالات المزاح الموجودة في داخلنا على المجتمع، لأن ذلك
يؤدي إلى الذهاب بماء وجه الإنسان. وأنا أعرف العديد من الخطباء البارزين الذين ليس
لهم مكانة بسبب مزاحهم الكثير، وهناك الكثيرون ممن يستحقون إمامة مسجد، إلا أنهم
سقطوا من هذا الموقع بسبب المزاح. أن تكون مع الناس وأن تكون شعبياً فهذا يتطلب
خصائص كان يمتلكها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
( آية الله السيد احمد خاتمي )
* مجلة مبلغان
(1) سورة آل عمران، الآية: 164.
(2) سورة الشعراء، الآية: 124.
(3) سورة الشعراء، الآية: 142.
(4) بحار الأنوار، ج71، ص167.
(5) الكافي