تفقد أحوال الناس
جاء في حالات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه: "كان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إذا فَقَدَ الرَّجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له
وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عادة". هذا هو السلوك الشعبي. فإذا كنتم
كذلك، عندها لن يقول قائل: "هذا الشخص قد نسينا"...
احترام الناس
احترام الناس يعني عدم توجيه ما يؤدي إلى تحقير شخصيتهم، فإذا كنا تمتلك نقداً على
شخص معين، فالأفضل أن تخبره بذلك بشكل خصوصي، بالأخص إذا كان من الشباب والناشئة.
علينا أن لا نخدش أو نحقِّر أحداً في تبليغنا، فلكل نقطة في البلد حدود معينة علينا
الالتفات إليها كي لا نساهم في عدم احترام الآخرين، وعلينا أن نلتفت إلى مسألة أخرى
وهي أن لا نصبح منبراً لأحد، فنساهم في تحقق تطلعاتهم الشخصية على حساب الجمع.
التواضع
جاء في القرآن الكريم: ﴿لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ
أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِلْمُؤْمِنِينَ﴾(1). خفضُ الجناح هو التواضع التوأم مع الحنان؛ فالطائر يفتح
جناحيه ليحنو على فراخه. أراد الله تعالى من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
أن يمتلك هذا النوع من التواضع مع المؤمنين. جاء في أحوال الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم أنه: "كان يسلِّم على الصغير والكبير"(2). كان الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم يسلّم حتى على الأطفال. ينقل المرحوم المجلسي في البحار حول الرسول
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا ينزع منها يده حتى تذهب به حيث شاءت"(3).
معرفة ثقافة الناس
إن معرفة ثقافة المخاطبين وظروف التبليغ الزمانية والمكانية، من المسائل الهامة في
طريقة الحياة مع الناس.
يدخل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم المساجد، فيجد الناس قد جلسوا يقرأون
الشعر. جلس واستمع. ضحكوا فضحك. "ولا يزدجرهم إلا عن حرام".
(1) سورة الحجر، الآية: 88.
(2) مستدرك الوسائل، ج8، ص364.
(3) بحار الأنوار، ج70، ص206، الباب 130.