كَيْفَ يَدْنو إلى حَشَايَ الدَّآءُ****وبقلبي
الصِدِّيقةُ الزَّهراءُ
مَنْ أَبوها وَبَعْلُها وَبَنُوها****صَفْوةٌ مَا لِمْثلِهم قُرَنَاءُ
وَكَيانٌ بَنَاهُ أحمدُ خُلُقاً****وَرَعَتْهُ خَديجةُ الغَرَّاءُ
وَعَليٌ ضَجيعُهُ بالرّوح****صَنَعتْهُ وَبَاركَته السّماءُ
أَفَأجْرُ الرسولِ هذا وهذا****لمزيدٍ من العَطاءِ الجزاء
أيُّها المُوسِعُ البتولةَ هَضْمَاً****وَيْك ما هكذا يكونُ الوفاءُ
بُلْغَةٌ خَصَّها النبيُّ لذيِ القُربى****كما صرَّحت به الأنباءُ
أَيًذَادُ السِّبْطَان عن بُلغةِ العيشِ****ويُعطى تراثُهُ البُعَدَاءُ
وَتَبيتُ الزّهراءُ غَرْثَى وَيُغَذَّى****مِن جَناها مروانُ والبَغْضَاءُ
أتروحُ الزّهراءُ تَطْلِبُ قوتاً****والَّذي اسْتَرْفَدوا بها أغنياءُ
نَهْنِهي يا ابنةَ النبيّ عن الوَجْدِ****فلا بَرِحَت بكِ البُرَحاءُ
وأَريحي عَيناً وإنْ أَذْبَلتها****دمعةٌ عند جِفْنِها خَرْسَاءُ
وَانْطَوي فوقَ أضْلُعٍ كَسَروها****فهي من بعدِ كَسْرِهم أَنّضَاءُ
وَتَناسي ذاكَ الجنين المْدَّمىَ****وإن استوحَشَت له الأَحشاءُ
وجبينُ مُحمّدٍ كانَ****يرتاحُ إليه مُباركٌ وَضَّاءُ
لَطَمَتْهُ كَفٌ عن المَجدِ****والنَّخوة فيما عَهدتها شلاءُ
وَسِوارٌ على ذِرَاعَيْك من****سَوْط ٍتَمَطّت بِضَربهِ اللؤمَاءُ
في حشايا الظلام في مَخدع****الزّهراء آهٍ ولوعة وبكاء
وهي فوقَ الفِراشِ نضوٌ من****الأسقام ِكالغُصْنِ جَفَّ عنه الماءُ
وكسيرٌ من الضّلوع ِتَحَامَت****أنْ يَرَاه ابنُ عَمِّها فيُسَاءُ
فاستَجَارَتْ بالموتِ ,والموتُ****للروح التي أدَّها العذابُ شفاءُ
وبجفنِ الزّهراء طَيْفٌ تَبَدَّى****فيه وجهُ الحبيبِ والسّيماءُ
وذراعا خديجةَ وابتهالُ****الأمِّ تَشْتَاقُ فِرخَها ودُعَاءُ
فتَمَشَّتْ بجِسْمِها خلجاتٌ****ومشىَ في جفونها إغماءُ
وَبَدَتْ في شِفَاهِها هَمْهَماتٌ****لعليٍّ في بَعْضِها إِيصَاءُ
بيَتِيميْن وابْنَتيْن ويا للأمِّ****نَبض بقلبها الأبناءُ
ووصايا نَمَتْ عن الهَضْمِ****والعَتْبِ رَوَتْها من بَعدها أسماءُ
ثم مَاتت وَلْهَى فما أقبحَ****الخضراء مما جَنَوْه والغَبْرَاءُ
سُجِّيَتْ في فِرَاشها وعليٌ****وبَنوه على الفِراش انحِنَاءُ
وَتَلاقَتْ دُموعُهُم فوقَ صَدْرٍ****كانَ للمصطفى عليه ارتماءُ
وعليٌ بِمَدمع ٍيَقْتَضيهِ الحزنُ****سَكْبَاً وتمنعُ الكِبْريَاءُ
فاحتوىَ فاطماً إليه ونادىَ****عزَّ يا بِضْعَة النبيِّ العزاءُ
وتولىَّ تجهيزهَا مثل ما****أَوْصَته من حينِ مَدّت الظلماءُ
وعلى القبرِ ذابَ حُزْنَاً وَنَدّت****دمعةٌ من عيونِه وكفاءُ
ثم نادىَ وديعةٌ يا رسولَ****اللهِ رُدَّتْ وَعَيْنُهَا حَمْرَاءُ
الدكتور الشيخ احمد الوائلي رحمه الله