يُعتبر عدم إحاطة المبلغ بأدوات ووسائل المنهج من جملة الآفات التبليغية، فيما
يتعلق بآفات التبليغ اكتفي بالإشارة إلى النقاط الآتية:
1- من جملة آفات التبليغ العمل والسلوك غير الصحيح للمبلّغ. ينبغي على المبلّغ
مراعاة آداب الكلام والحضور عند حاضري المجلس وأوضاع المستمعين، يجب أن يلتفت إلى
نفسه فيعمد إلى مراقباتها بشكل دقيق. قد تؤدي محاضرة واحدة إلى جذب مجموعة وإلى
الالتزام بالعمل الإلهي، ولكن قد تؤدي مسألة بسيطة يقوم بها المبلّغ إلى خروج
الكثيرين عن جادة الهداية مثال ذلك: المزاح غير المنضبط والقصص غير المناسبة.
كما ينبغي أن تكون حركات وسكنات المبلّغ دقيقة ومحسوبة بشكل كبير. هناك الكثير من
المؤمنين الذين كانوا يشتكون حركات بعض المبلغين غير اللائقة بالأخص في أماكن تواجد
النساء.
2- إذا كان المبلّغ قادراً على إيصال المفاهيم الدينية بشكل دقيق وصحيح ولكنه بعيداً
بشخصه عن التقوى، فإن كلامه لن يكون مؤثراً ولن يتمكن من إرضاء المؤمنين.
3- إذا كان كلام المبلّغ غير معقول وغير مناسب للمخاطبين فإن جهده وتعبه سيذهب هدراً.
4- إذا تزامن البرنامج التبليغي مع برنامج آخر أكثر جذباً للناس، فإن أثر التبليغ
سيزول أو سيكون قليلاً. لا يمكن أن يَعمد التلفزيون إلى بثِّ محاضرة للإمام القائد
مثلاً وبعده مباشرة برنامج موسيقي أجنبي يحاكى غرائز الشباب.
ـ يمكن اللجوء إلى العديد من المسائل بهدف جذب الشباب مثال ذلك:
1 ـ من جملة الأمور التي تجذب الشباب نظافة المكان واهتمام المبلغ بنظافته ومظهره.
2 ـ ينبغي أن يكون تعاطي القيمين على المناسبات مع الشباب حكيماً ولائقاً.
3 ـ يمكن إيجاد حالة من التنافس الايجابي بين الشباب يمكن من خلالها جذبهم إلى أكبر
مقدار من البرامج الدينية.
4 ـ يجب أن تتطابق النشاطات الدينية مع ما يرغبه الشباب بشرط رعاية المبلغ للشؤون
الدينية. مثال ذلك يمكن للمبلغ المشاركة في مخيم ترفيهي للشباب.
أما الأمور الأكثر أهمية والتي تحوز الأولوية في التبليغ؟
ـ في البداية ينبغي إعطاء الأولوية للأمور الإعتقادية. طبعاً يجب الالتفات إلى
ضرورة تقديم الاعتقادات بشكل صحيح ومناسب. فإذا كنا نتحدث بين الأشخاص العاديين فلا
يجب طرح الشبهات حيث تؤدي إلى الشك في الدين نتيجة عدم القدرة على تقديم الإجابات.
يمكن تقوية عقائد الناس من خلال توضيح الآثار الايجابية للاعتقاد بأصول الدين
الإسلامي، وعند وجود مناسبات خاصة يجب الدقة في اختيار الموضوع، طبعاً لا يجب
الغفلة في هكذا مناسبات عن التعرض لذكر المسائل الأخلاقية والعقائدية حيث يجتمع
الكثير من الناس. مثال ذلك: من الخطأ أن لا يتحدث الخطيب ليلة العاشر من المحرم حول
الإمام الحسين عليه السلام ، ومع ذلك يجب الاستفادة من هذه المناسبات الهامة وتوضيح
مسائل أساسية حول الإسلام.
* مجلة مبلغان