الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مُصحف فاطمة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

«المُصحَف» في اللّغة: (لسان العرب): «المُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ كأَنّه أُصْحِفَ، والكَسر والفَتح فيه لغة».

(المصباح المنير): «والصحيفة قطعة من جِلد أو قرطاس كُتب فيه... والجمع صُحُف بضمّتين وصحائف... والمُصحف بضمّ الميم أشهر من كسرها».

(أقرب الموارد): «المُصحف اسم مفعول... وحقيقتها مجمع الصحف أو ما جُمع منها بين دفّتَي الكتاب المشدود... وفيه لغتان أُخريان وهما المِصحف والمَصحف والجمع مصاحف».

يظهر من هذه المعاني أنّ المُصحف ما جُمِعَ فيه الصحف، وليس كما يُدَّعى أنّه قرآنٌ غير هذا القرآن الموجود.وهناك شواهد أخرى تثبت هذه الحقيقة حيث ورد في حديثٍ رواه في (بصائر الدرجات) عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «.. وَإِنَّ عِنْدَنا لَمُصْحَفَ فاطِمَةَ عَلَيْها السَّلامُ، وَما يُدْريهِم ما مُصْحَفُ فاطِمَةَ!؟قال: مُصْحَفٌ فيهِ مِثْلُ قُرْآنِكِمْ هَذا ثَلاثَ مَرّاتٍ، وَاللهِ ما فيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ واحِدٌ، إِنَّما هُوَ شَيْءٌ أَمْلاهُ اللهُ وَأُوحِيَ إِلَيْها.

قال الراوي: قلت: هذا واللهِ العِلم..».

إن هذا الحديث يعطي دلالة واضحة على أنّ مصحف فاطمة، سلامُ الله عليها، يختلف اختلافاً كبيراً عمّا في القرآن الكريم من جهة مضمونه.

وقد علّق العلّامة السيّد محسن الأمين العاملي رحمه الله، في (أعيان الشيعة)، على هذه المسألة بقوله: «لا يخفى أنه تكرّر نفيُ أن يكون فيه شيءٌ من القرآن، والظاهر أنّه لكون تسميته بمصحف فاطمة يوهم أنّ أحداً قد نسخ المصاحف الشريفة، فنفى [عليه السلام] هذا الإيهام، وفي بعض الأحاديث أن فيه وصيّتها، ولعلّها أحد محتوياته، ثمّ إنّ بعضها دالٌّ على أنّه من إملاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وخطّ عليٍّ عليه السلام».

وعلّق العلّامة الخطيب محمّد كاظم القزويني رحمه الله، في كتابه (فاطمة عليها السلام من المهد إلى اللحد) على هذه الرواية بقوله: «وليس معناه أنّ القرآن الموجود بين أيدينا ناقص، وأنّ مصحف فاطمة مكمّلٌ له، كلّا وألف كلّا، وليس معناه أنّ الله أنزل على فاطمة عليها السلام قرآناً، وكلّ من ادّعى غير هذا فهو إمّا جاهل أو معاندٌ مفتَرٍ كذّاب».

أقول: يظهر من أقوال علماء الشيعة الإمامية، وممّا ورد في أحاديث أهل البيت أن مسألة «مصحف فاطمة عليها السلام» ممّا أجمعت عليها الشيعة؛ فهم يعتقدون به، ويعتبرونه من المواريث التي تركتها فاطمة سلام الله عليها لأبنائها الأئمّة المعصومين عليهم السلام، ولا يظهر هذا المصحف إلا بظهور الحجّة بن الحسن العسكري عجّل الله تعالى فرجه الشريف، باعتباره الوريث الشرعي لجدّته الزهراء سلام الله عليها.

مصحف فاطمة في الأحاديث الشريفة

1) (بصائر الدرجات) للصفّار: في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام: «.. وَمُصْحَفُ فاطِمَةَ ما أَزْعُمُ أَنَّ فيهِ قُرْآناً، وَفيهِ ما يَحْتاجُ النّاسُ إِلَيْنا، وَلا نَحْتاجُ إِلى أَحَدٍ، حَتَّى أَنَّ فيهِ الجَلْدَةَ وَنِصْفَ الجَلْدَةِ وَثُلُثَ الجَلْدَةِ وَرُبْعَ الجَلْدَةِ وَأَرْشَ الخَدْشِ».

2) (بصائر الدرجات): في حديثٍ طويل عنه عليه السلام: «.. وَإِنَّ عِنْدَنا لَمُصْحَفَ فاطِمَةَ عَلَيْها السَّلامُ، وَما يُدْريهِمْ ما مُصْحَفُ فاطِمَةَ!؟
قال: مُصْحَفٌ فيهِ مِثْلُ قُرْآنِكِمْ هَذا ثَلاثَ مَرّاتٍ، وَاللهِ، ما فيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ واحِدٌ، إِنَّما هُوَ شَيْءٌ أَمْلاهُ اللهُ وَأُوحِيَ إِلَيْها.
قال الراوي: قلت: هذا والله العلم..».

3) (بصائر الدرجات): في حديث آخر: «.. وَخَلَّفَتْ فاطِمَةُ مُصْحَفاً ما هُوَ قُرْآنٌ، وَلَكِنَّهُ كَلامٌ مِنْ كَلامِ اللهِ أُنْزِلَ عَلَيْها، إِمْلاءُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَخَطُّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ».

4) (بصائر الدرجات): عن الإمام الصادق عليه السلام، قيلَ له: «إنّ عبدَ الله بن الحسن يزعمُ أنّه ليس عنده من العلم إلّا ما عند الناس، فقال عليه السلام:
صَدَقَ وَاللهِ، ما عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ إِلّا ما عِنْدَ النّاسِ، وَلَكِنَّ عِنْدَنا، وَاللهِ، الجامِعَةَ فيها الحَلالُ وَالحَرامُ؛ وَعِنْدَنا الجَفْرُ، أَفَيَدري عَبْدُ اللهِ مَا الجَفْر؟ أَمِسْكُ بَعيرٍ أَمَ مِسْكُ شاةٍ؟
وَعِنْدَنا مُصْحَفُ فاطِمَةَ، أَما، وَاللهِ، ما فيهِ حَرْفٌ مِنَ القُرْآنِ، وَلَكِنَّهُ إِمْلاءُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَخَطُّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ.
كَيْفَ يَصْنَعُ عَبْدُ اللهِ إِذا جاءَهُ النّاسُ مِنْ كُلِّ فَنٍّ يَسْأَلونَهُ؟ أَما تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونوا، يَوْمَ القِيامَةِ، آخِذينَ بِحُجْزَتِنا، وَنَحْنُ آخِذونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنا، وَنَبِيُّنا آخِذٌ بِحُجْزَةِ رَبِّهِ».

5) (بحار الأنوار): عن حمّاد بن عثمان قال: «سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام يقول: تَظْهَرُ زَنادِقَةٌ سَنَةَ ثَمانِيَةٍ وَعِشْرينَ وَمائَةٍ، وَذَلِكَ لِأَنّي نَظَرْتُ في مُصْحَفِ فاطِمَةَ.
قال: فقلتُ: وما مصحف فاطمة؟
فقال: إِنَّ اللهَ، تَبارَكَ وَتَعالى، لَمّا قَبَضَ نَبِيَّهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلى فاطِمَةَ مِنْ وَفاتِهِ مِنَ الحُزْنِ ما لا يَعْلَمُهُ إِلّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْها مَلَكاً يُسَلِّي عَنْها غَمَّها وَيُحَدِّثُها، فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلى أَميرِ المُؤْمِنينَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقالَ لَها: إِذا أَحْسَسْتِ بِذَلِكَ وَسَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِي لِي. فَأَعْلَمَتْهُ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ كُلَّ ما سَمِعَ حَتَّى أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفاً.
قال: ثمّ قال: أَما إِنَّهُ لَيْسَ الحَلالَ وَالحَرامَ، وَلَكِنْ فيهِ عِلْمُ ما يَكونُ».

6) (بحار الأنوار): في حديثٍ آخر قال له الراوي: «..فمصحفُ فاطمة؟
فسكت طويلاً ثمّ قال: إِنَّكُمْ لَتَبْحَثونَ عَمّا تُريدونَ وَعَمّا لا تُريدونَ، إِنَّ فاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةً وَسَبْعينَ يَوْماً، وَقَدْ كانَ دَخَلَها حُزْنٌ شَديدٌ عَلى أَبيها، وَكانَ جَبْرَئيلُ يَأْتيها فَيُحْسِنُ عَزاءَها عَلى أَبيها، وَيُطَيِّبُ نَفْسَها، وَيُخْبِرُها عَنْ أَبيها وَمَكانِهِ، وَيُخْبِرُها بِما يَكونُ بَعْدَها في ذُرِّيَّتِها، وَكانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ يَكْتُبُ ذَلِكَ، فَهَذا مُصْحَفُ فاطِمَةَ عَلَيْها السَّلامُ».

7) (دلائل الإمامة) للطبريّ: عن أبي بصير قال: «سألتُ أبا جعفر محمّدَ بن علي (الباقر) عليهما السلام عن مصحف فاطمة، فقال: أُنْزِلَ عَلَيْها بَعْدَ مَوْتِ أَبيها.
قلت: فَفيه شيءٌ من القرآن؟ فقال: مَا فيهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ.
قلت فصِفه لي، قال: لَهُ دَفَّتانِ مِنْ زَبَرْجَدَتَيْنِ عَلى طُولِ الوَرَقِ وَعَرْضِهِ حَمْراوَين.
قلت: جُعلت فداك، فَصِفْ لي ورقَه، قال: وَرَقُهُ مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ، قيلَ لَهُ: كُنْ فَكانَ.
قلت: جعلت فداك فما فيه؟ قال: فيهِ خَبَرُ ما كانَ وَخَبَرُ ما يَكونُ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَفيهِ خَبَرُ سَماءٍ سَماءٍ، وَعَدَدُ ما في السَّماواتِ مِنَ المَلائِكَةِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَعَدَدُ كُلِّ مَنْ خَلَقَ اللهُ مُرْسَلاً وَغَيْرَ مُرْسَلٍ وَأَسْماؤُهُمْ، وَأَسْماءُ الّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ، وَأَسْماءُ مَنْ كَذَّبَ وَمَنْ أَجابَ مِنْهُم، وَفِيهِ أَسْماءُ جَميعِ مَنْ خَلَقَ اللهُ مِنَ المُؤْمِنينَ وَالكافِرينَ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ، وَأَسْماءُ البُلْدانِ، وَصِفَةُ كُلِّ بَلَدٍ في شَرْقِ الأَرْضِ وَغَرْبِها، وَعَدَدُ مَا فِيهَا مِنَ المُؤْمِنينَ، وَعَدَدُ مَا فِيهَا مِنَ الكافِرينَ، وَصِفَةُ كُلِّ مَنْ كَذَّبَ، وَصِفَةُ القُرونِ الأُولى وَقِصَصُهُمْ، وَمَنْ وُلِّيَ مِنَ الطَّواغيتِ وَمُدَّةُ مُلْكِهِمْ وَعَدَدُهُمْ، وَفِيهِ أَسْماءُ الأَئِمَّةِ وَصِفَتُهُمْ وَما يَمْلِكُ، واحِداً واحِداً، وَفِيهِ صِفَةُ كَرَّاتِهِم [الكرّة: الرجعة]، وَفِيهِ صِفَةُ جَميعُ مَنْ تَرَدَّدَ في الأَدْوارِ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ.
- قلت: جُعلت فداك، وكم الأدوار؟ قال: خَمْسونَ أَلْفَ عامٍ، وَهِيَ سَبْعَةُ أَدْوارٍ - وَفيهِ أَسْماءُ جَميعِ مَنْ خَلَقَ اللهُ - مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ - وَآجالُهُمْ، وَصِفَةُ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَدَدُ مَنْ يَدْخُلُها، وَعَدَدُ مَنْ يَدْخُلُ النّارَ، وَأَسْماءُ هَؤُلاءِ َأَسْماءُ هَؤُلاءِ، وَفيهِ عِلْمُ القُرْآنِ كَما أُنْزِلَ، وَعِلْمُ التَّوْراةِ كَما أُنْزِلَتْ، وَعِلْمُ الإِنْجيلِ كَما أُنْزِلَ، وَعِلْمُ الزَّبُورِ، وَعَدَدُ كُلِّ شَجَرَةٍ وَمَدَرَةٍ في جَميعِ البِلادِ.

قال أبو جعفر عليه السلام: وَلَمّا أَرادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، أَنْ يُنَزِّلَهُ عَلَيْها، أَمَرَ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَإِسْرافيلَ أَنْ يَحْمِلوا المُصْحَفَ فَيَنْزِلوا بِهِ عَلَيْها، وَذَلِكَ في لَيْلَةِ الجُمُعَةِ مِنَ الثُّلُثِ الثّاني مِنَ اللَّيْلِ، (فَـ)هَبَطُوا بِهِ عَلَيهَا وَهِيَ قائِمَةٌ تُصَلِّي، فَمَا زَالوا قِياماً حَتَّى قَعَدَتْ، فَلَمّا فَرَغَتْ مِنْ صَلاتِها سَلَّموا عَلَيْها وَقالُوا لَهَا: السَّلامُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، وَوَضَعُوا المُصْحَفَ في حِجْرِها، فَقالَتْ لَهُم: اللهُ السَّلامُ، وَمِنْهُ السَّلامُ، وَإِلَيْهِ السَّلامُ، وَعَلَيْكُمْ يا رُسُلَ اللهِ السَّلامُ. ثُمَّ عَرَجُوا إِلى السَّماءِ.
فَما زالَتْ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الفَجْرِ إِلى زَوالِ الشَّمْسِ تَقْرَأُهُ حَتَّى أَتَتْ عَلى آخِرِهِ.
وَلَقَدْ كانَتْ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيهَا، طَاعَتُها مَفْروضَةٌ عَلى جَميعِ مَنْ خَلَقَ اللهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَالطَّيْرِ وَالوَحْشِ، وَالأَنْبِياءِ وَالمَلائِكَةِ.
فقلتُ: جُعلت فداك، فَلِمَن صار ذلك المصحف بعد مضيّها؟ قال: دَفَعَتْهُ إِلى أَميرِ المُؤْمِنينَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، فَلَمّا مَضَى صَارَ إلى الحَسَنِ، ثُمَّ إِلى الحُسَيْنِ، عَلَيْهِما السَّلامُ، ثُمَّ عِنْدَ أَهْلِهِ حَتَّى يَدْفَعُوهُ إِلى صاحِبِ هَذا الأَمْرِ.
فقلت: إنّ هذا العلم كثير!
قال: يا أَبا مُحَمَّدٍ، إِنَّ هَذا الّذي وَصَفْتُهُ لَكَ لَفِي وَرَقَتَيْنِ مِنْ أَوَّلِهِ، وَمَا وَصَفْتُ لَكَ بَعْدُ مَا في الوَرَقَةِ الثّالِثَةِ، وَلا تَكَلَّمْتُ بِحَرْفٍ مِنْهُ».

وختاماً للبحث نذكر ما قاله العلّامة الهمداني في كتابه (فاطمة عليها السلام بهجة قلب المصطفى صلّى الله عليه وآله) حول وجوه الاستفادة من الأخبار في شأن «مُصْحَفُ فاطِمَةَ سَلامُ اللهِ عَلَيْها»:
منها: ما يدلّ على أنّ الله تعالى أرسل إليها ملَكاً، أو أنّ جبرئيل كان يأتيها بعد قبضِ نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، يحدّثها عليه السلام، ويكتبُ ذلك أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام، كما في الحديثَين من (البحار).

ومنها: ما يدلّ على أنّ مصحف فاطمة عليه السلام كان موجوداً في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كما لاحظتَ في حديث (بصائر الدرجات) بقوله عليه السلام: « وَلَكِنَّهُ إِمْلاءُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَخَطُّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ».

ومنها: ما يدلّ على أن الله عزّ وجلّ أوحى إليها كما لاحظتَ في الحديث من (البصائر) بقوله عليه السلام: «إِنَّما هُوَ شَيْءٌ أَمْلاها اللهُ وَأُوحِيَ إِلَيْها».

ويُستفاد أيضا أنّ مصحفها سلام الله عليها يشتملُ على جميع الأحكام الشرعية من نصف الجَلدة أو جَلدة واحدة وحتّى أَرْش الخدش، وأنّ فيه أسماء جميع الناس والكائنات جميعها من الشجر والمدَر وغير ذلك كما في حديث (دلائل الإمامة)، وفيه ذكر الحوادث المهمّة إلى يوم القيامة. ويستفاد أيضاً أن هذا «المصحف»الجليل هو من مصادر علوم أهل البيت عليهم السلام، وكانوا يرجعون إليه.


* العلامة الشيخ محمّد فاضل المسعودي - شعائر

17-03-2016 | 10-01 د | 1496 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net