إنّ تبليغ الرسالة بشكل واسع وشامل يفرض علينا التعرف على طرق ووسائل الاعلام
حديثها وقديمها لانها استخدمت سلاحاً هدَّاماً بيد أعداء الدين فلا بدّ من مواجهتها
إذ أنَّ الاساليب المُتّبعة حالياً في التبليغ لم تكن بمستوى المواجهة مما يحتم
علينا اعادة النظر فيها على وجه يعيد للفكر الاسلامي حيويته وقوته دون أي تنازل عن
أسسه ودعائمه.
انّ الاعلام اليوم يلعب دوراً خطيراً في العالم وكل من يفقد هذا السلاح عند
المواجهة سوف يكون مصيره الفشل المحتوم, لقد اتخذ الاعلام بالأمس سلاحاً في مواجهة
النبي(ص) حيث سعى أعداء الاسلام الى بث الدعايات المغرضة والمضلّة من خلال تهمة
السحر التي لُفقت ضد النبي(ص) وتهمة ترك الصلاة التي لُفقت ضدّ علي عليه السلام حتى
انّ بعض السذج من اهل الشام اصابتهم الدهشة لما طرق مسامعهم خبر استشهاده عليه
السلام في المحراب. كما ان الاعلام المسموم صوّر الامام الحسين عليه السلام وهو ابن
الاسلام خارجياً كسائر الخوارج. فالاستكبار العالمي اليوم كما صرح قائد الثورة اية
الله الخامنئي حفظه الله راح يشن حملات وغارات ثقافية مسعورة لمواجهة الثورة
الاسلامية فلو ضعف علماء الدين عن صدّ الهجوم سوف يواجه الاسلام خطراً كبيراً وسوف
تذهب من ايدينا فرصة تبليغ الاسلام فعلى المبلّغ المجاهد ان يتسلح بمناهج حديثة في
التبليع وان يبذل كل رخيص وغال في سبيل نصرة الاسلام ختى لو كلفه ذلك التضحية
بالنفس والنفيس فان الظفر يأتي بعد العناء "فإن مع العسر يسرا".
الاعلام"التبليغ" المعنى مفهوماً:
الاعلام مفهوماً يعني: ايصال الخبر والنبأ الى الناس وترسيخه في اذهانهم من
خلال المذياع او الشاشة المرئية او المسموعة او المقروءة ويسمى المنفّذ لهذا العمل
مخبراً او المراسل.
ومعنى الايصال والترسيخ في الاصطلاح الاسلامي ان يقوم الداعي بالذهاب بنفسه الى
المخاطبين ويبلّغهم الدعوة التي على كاهله ويسمى المنفّذ هنا داعياً او مبلّغاً
ويصبح نشاطه كنشاط الانبياء عليهم السلام فعليه ان يتسلح بالصبر كما صبروا وان لا
تزحزحه العواصف وان لا يرى امراً ما مستحيلاً وان يوصل ما يحمل من خطاب ولا يَهن
ولا يكلّ ولا ييأس من شيء ابدا.
وللاعلام اصطلاحاً معنىً اخر وهو آلة هامة للغاية يسعى اصحابها من خلالها الى فرض
افكارهم على الناس فكرياً وعقائدياً كي يخضع المجتمع لافكارهم فلهذا اصبح الاعلام
في العرف السائد وللاسف الشديد لفظة منبوذة واصبحت نظرة المجتمع الى الاعلام نظرة
سيئة ولكن علينا ان للا نتأثر بهذه النظرة السلبية نتيجة اعمال وممارسات الاخرين.
فالاعلام في الشرق والغرب بمعنى واحد وهو الوصول الى غايات واهداف باي وسيلة كانت
فالوصول الى الغاية يبرر الوسيلة لديهم. فالخلاعة وتحريف الوقائع الاجتماعية
التاريخية والقيام بتضليل افكار عامة الناس عن المسائل المصيرية لحياة البشر بأسرها
تُعدّ إقداما اعلامياً ناجحاً ان سببت تحقيق مصالحهم واغراضهم. ولكن للتبليغ في
المصطلح الاسلامي معنىً معاكساً تماما لما هو موجود في الغرب فهو لا يتوقف عن ايصال
الدعوة فحسب بل له اسلوبه الخاص وطريقته الخاصة ومع التدقيق النظر في الايات
والروايات ندرك ان التبليغ له أُسس وقواعد خاصة تجب مراعاتها كالبلاغة والفصاحة
وانسجام الخطاب مع الزمان والمكان وقد عُني بها عناية خاصة كي تنفذ في القلوب وترسخ
في الاذهان وتحيي الموتى" وما على الرسول الا البلاغ المبين".
من واجبات الدعوة أن: تحيي دفائن العقول وان تبثّ الحياة في القلوب الميتة وايقاظ
القلب بالفطرة التي فطر الناس عليها وانقاذ البسطاء والسذج من مصايد الشبهات كما
انه من لوازم الدعوة ان تفضح السياسات المشئومة التي تهدف ضرب الديانة وانهيارها
فتواجه الافكار الاستعمارية كالشيوعية وغيرها من الافكار الالحادية وتهزم الظالمين.
فوظيفة المبلغ كما قلنا وظيفة الانبياء ورسالته رسالتهم فعليه ان يوصل الخطاب
لاتمام الحجة على الناس كما فعل الانبياء فعندهها يكون المرء عالما بتكليفه وينطلق
لاداء واجباته.
منهج التبليغ