المقدمة:
إن التعرّف على طرق ومسالك وفنون التبليغ والعلاقة بين صاحب الرسالة
والمستمع لها، يعدّ امراً ضرورياً. توجد اليوم اساليب مختلفة لنشر الدعوة وايصال
المعلومات، ولا شك في ان الاسلام يخالف ويحظّر الاساليب غير المشروعة لكن لإطلاع
المبلّغين على معظم هذه الطرق نواصل الحديث عنها ونذكر اثنين اخرين منها..
انتخاب الشعار (الهتافات):
في هذه الطريقة يختار المبلغ جملة قصيرة يحرك بها المشاعر ويجدد
الذكريات ويلفت انتباه السامع والقارئ الى نفسه ويشده اليه اذ يمكن ان يكتبها بالخط
العربض او يكررها في الخطابة وهذه الجملة لابد وان تكون قصيرة جدا متضمنة للهدف
المنشود والقيم الالهية والمعنوية.
مدح ورثاء اهل البيت عليهم السلام:
ان مدح اهل البيت عليهم السلام يعدّ احد فنون التبليغ ويقوم بهذا النوع
من التبليغ ما نسميهم في يومنا هذا خطباء المنبر الحسيني ولهذه الشريحة من الناس
دور هام في احياء ذكر اهل البيت عليهم السلام وذلك بشعرهم الجميل ولحنهم الحنين
وصوتهم الحزين الذي ابكى الكثير ولفت الانظار الى مظلوميتهم واغتصاب حقوقهم ويجدر
بالخطيب ان يسير وفق المنهج الذي رسمه لنا هذا الحديث الشريف "شيعتنا يفرحون لفرحنا
ويحزنون لحزننا"
وقد يبدأ الخطيب مجلسه بالبسملة والثناء والحمد لله تعالى ثم الصلاة على النبي واله
ويقوم بالدعاء والتضرع الى الحق عزوجل وهذا ما له الأثر كل الأثر في اصلاح مجتمعنا
وهدايته وقد انشد السيد جعفر الحلي رحمه الله في رثاء اهل البيت عليهم السلام
قائلا:
ومشى لمصرعه الحسين وطرفه***بين الخيام وبينه متقسّم
فرأه محجوب الجمال كأنما***هو بدر بمنحطم المشيج ملثم
وقد رام ان يلثمه فلم يرى موضعا***لم يدمه عض السلاح فيلثم
نادى وقد ملأ البوادي صيحة***صمّ الصخور لهولها يتألم
هوّنت يا ابن ابي مصارع فتيتي***والداء يؤلمه الذي هو أئلم
أاخي يهنيك النعيم ولم اخل***ترضى بأن أرزى وانت منعم
ثلاثون مسألة تبليغية
1- بما ان الاخلاق والسلوك اكثر تاثيراً من الكلام فلا بدّ لكم ان تعملوا ما تقولون
قال النبي الاكرم (ص): "ان العالم اذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب".
2- التعرف على العادات والآداب الاجتماعية للمنطقة التي يتمّ التبليغ فيها واجتناب
الكلمات التي تعتبر قبيحة في عرف الناس هناك.
3- القرآن الكريم ذكر قضايا الجنس بالكناية لا بالتصريح فيجدر بالمبلغ ان يتجنب
ذكرها ولو كانت هناك ضرورة لذكرها فليذكرها بالكنايات والاشارات دون التصريح.
4- لا بد للمبلغ من الحفاظ على وقاره والابتعاد عن المزاح الذي فيه خفة واهانة وجرح
للاخرين وعليه اجتناب الكلمات القبيحة والمستهجنة ويجب ان يكون عفيفاً نزيهاً في
كلامه وذلك حتى ينظر اليه الناس نظرة تقدير واحترام.
5- اجتناب مواضع التهمة فالحديث الشريف يقول: "من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن
من أساء به الظن".
6- عدم التجسس على القضايا التي تخص الآخرين وترك السؤال عما يمتلكون من حطام
الدنيا.
7- اذا دعي المبلغ للتحدث في المجالس النسائية عليه ان لا يكون الرجل الوحيد في
المجلس.
8- على المبلغ ان لا يسأل الناس اجراً ولا يطلب منهم مادة فالقرآن الكريم يقول:
"اتبعوا من لا يسالكم اجرا وهم مهتدون".
9- على المبلغ ان لا يلتقط الصور مع الذين لا معرفة له بهم ويجب على رجل الدين
المعمم ان يرتدي لباس الروحانيين.
10- لا يجدر بالمبلغ ان يجلس في الدكاكين وان لا يتردد على الاسواق كثيرا.
11- يجب على المبلغ ان لا يؤيد ولا يرفض شخصاً ما دون دليل وان يتجنب رفض او قبول
الاحزاب السياسية وان لا ينتمي اليها لحفظ علاقاته مع الكل وليتمكن من مخاطبة
الجميع.
12- على المبلغ ان يحافظ على اوقاته وان يترك التنزه من دون هدف وقصد في منطقة
التبليغ.
13- ترك اللعب بالمسبحة والعبث بالمحاسن وسائر الجوارح والاعضاء.
14- العناية المكثفة بالمراهقين والشباب لان ارضية تقبل الحق واجتناب الباطل فيهم
قوية قال الامام الصادق عليه السلام: "عليك بالاحداث فانهم اسرع الى كل خير ".
15- ترك المشي مع اناس عرفوا بسوابقهم السيئة في المجتمع وترك المدح والثناء
للاثرياء والمتملقين واصحاب النفوذ في المجتمع.
16- على المبلغ ان لا ينسى ذكر الشهداء وطلب الرحمة لهم والدعاء لعوائلهم لان ذكرهم
يفيض على المجلس الخير والبركة ويجعل كلامه مؤثرا ومفيدا.
17- ان لا يؤثر مدح الناس وذمهم وانتقادهم على اخلاص المبلغ وعليه ان يجعل عمله
خالصا لله وحده فانه تعالى يقول عليك ستره وعلي اظهاره.
18- على المبلغ عدم مدح وتزكية نفسه لا تدعوا الناس الى نفسك ولا تدعي لنفسك ما ليس
فيها.
19- الدين الاسلامي سهل يسير فلا بدّ للمبلغ ان يبيّنه للناس كما هو اي بما هو سهل
يسير لا صعبا مستصعبا لا يمكن الوصول اليه.
20- التبليغ لا بد ان يكون هادفاً فلا تكتفي بغير الهادف منه.
21- على المبلغ اجتناب الحديث الذي لا ينفع الناس بل عليه ان يبين لهم ما يحتاجون
اليه.
22- يجدر بالمبلغ ذكر مصادر الايات والروايات وذكر الاحصائيات والمعلومات بصورة
دقيقة.
23- يجدر بالمبلغ ذكر الاحكام الشرعية التي هي مورد ابتلاء الناس.
24- على المبلغ ان يقوم باعماله الشخصية بنفسه وان لا يكون كلاً على الاخرين.
25- لا بد للمبلغ من التثبت عند سماع الانباء والشائعات لان العدو قد ينفذ بيننا عن
طريق الشائعات ليصل الى اهدافه واغراضه لذا عليه طرد اهل الفتن من حوله.
26- يجدر بالمبلغ ان يرتبط بالناس عاطفيا وان يحضر مجالس الافراح والتأبين وعليه ان
لا يحضر اذا كان حضوره تاييداً لمواقف اصحاب المجالس.
27- يجب ان لا تكون حركات المبلغ وسكناته تخفيفا لقبح الذنب.
28- على المبلغ قبول الهدية واجابة دعوة الناس الا اذا كانت موردا للتهمة.
29- يجدر بالمبلغ التعرف على احتياجات المنطقة التي يزاول نشاطه فيها وان لا يحاول
تبرير اعمال المسؤولين وانكار المشاكل التي تحيط بالناس.
30- على المبلغ ترك التحليلات الخاطئة والتنبؤات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والثقافية لانها قد لا تتحقق.
* منهج التبليغ