- الشّمولية:
يتّصف الخطاب بالشّمولية والجامعيّة إذا تمكَّن من تقديم الإجابات على كلّ
الاحتياجات الماديّة والمعنويّة عند النّاس.
وهذا ما يمتاز به الخطاب الدِّيني الناشئ من القرآن الكريم.
فإذا ما كان للخطاب جذوره الإلهيّة وكان منسجماً مع فطرة الإنسان, وكان ناظراً
بمحتواه الغني إلى مختلف أبعاد الحياة, وكانت أطروحاته قابلةً للتطبيق في كلِّ
زمانٍ ومكانٍ؛ فإنَّ مثل هذا الخطاب سيكون خطاباً جامعاً.
وبما إنّ الإسلام أكمل الرّسالات السّماوية فقد استحوذ على كلّ هذه الموارد.
يقول الإمام الخميني(قده) في هذا المجال: "إنّ الإسلام وكما ينظر إلى الأمور
المعنوية.. فإنّه ينظر كذلك إلى الأمور المادّية.. الإسلام جامعٌ لكلِّ تلك الجهات
والأبعاد"[1] .
يقول القرآن الكريم – والذي وهو الخطاب السّماوي للإسلام-:
﴿...وَلاَ تَنْسَ
نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا...﴾[2].
أيُّها المبلِّغ العزيز, ألا تعلم بأنَّ بعض النّاس يُثيرون مثل هذا القول: "ما هي
علاقة الدِّين بدنيا النّاس؟ إنَّ الدِّين يجيب فقط على الأسئلة الأُخروية"!.
وقد ردَّ الشهيد المطهّري على هذا الاتّهام قائلاً بأنَّ جامعيّة تعاليم الإسلام
وشموليّتها هي مورد قبول كلِّ الباحثين في الإسلام, وأنَّ أهمّ ركن لخلوده وديمومته
هو نظرته إلى مختلف الجوانب المادّية والمعنويّة والرّوحية والفرديّة
والاجتماعيّة[3].
قال الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم:
﴿...وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ...﴾[4].
أيّها المربّون الأعزّاء، لنسعى لتبليغ الإسلام الجامع والذي يتضمّن برنامجاً
للحياة وللحكومة, وإنّ مثل هذا الخطاب الجامع سيكون جاذباً للأفكار وسبباً لتوجّه
الأذهان.
[1] اسلام ناب در كلام وبيام إمام، ص9 (الإسلام الأصيل في كلام وخطاب الإمام).
[2] سورة القصص، الآية 77.
[3] مجموعة آثار الشهيد المطهري ، ج3، ص109
[4] سورة النحل، الآية 89.