ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:
- الارتباط بالناس (الشعبوية):
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ}.
إنّ المبلّغ المرتبط بالناس (من أنفسهم) هو ذلك المبلّغ الذي نهض من بين الناس وله
ارتباطٌ روحيٌّ وعاطفي مع قومه.
ولذا: فإنَّه يعرف آلامهم، ومطَّلع على مشاكلهم وشريكٌ لهم في غمومهم وهمومهم،
وبالتالي لا يمكن أن يتصوَّر صدور أيّ كلامٍ منه إلّا في مصلحتهم ولا يخطو خطوةً
إلا في سبيل الله. بل إنّه لا يقف موقف المتفرِّج تجاه ما يؤذي النّاس وتجاه
الصعوبات والمشقّات التي تواجههم، ويصرّ على هداية الناس... ويعشق كلّ ما فيه خير
النّاس وسعادتهم، وتقدّمهم وحريتهم وشرفهم وعزتّهم وهدايتهم وتطهير مجتمعهم.
كيف يمكن للمبلّغ أن يكون شعبياً (من الناس)؟
إذا أردتَ أن تكون مبلّغاً (شعبياً) فاعمل بهذه التوصيات:
1- ارتبط بالناس ارتباطاً سهلاً حُبيًّا حميميًا، فلا تكن متنحيًّا ولا منزويًا
عنهم، ولا تغلقْ باب بيتك وعملك في وجههم.
2- تكلّم واكتب بلسان الناس واللغة الدّارجة، وقم ببيان الحقائق الدِّينية بشكلٍ
سهلٍ وبسيطٍ وواضحٍ ليفهموا كلامك.
3- قم بالتعرّف على الحاجات الواقعية والملّحَة للمجتمع وأجب عليها. ومن الحاجات
الأساسية المشتركة عند كلّ الناس يمكن الإشارة إلى: الأمن، العدالة والرّفاه.
4- عِشْ حياةً بسيطةً خاليةً من التشريفات (الرّسميات).
فلا تَبْتَل بالكمالات والحياة الرغيدة لأهل الدنيا، وليكن لباسك وطعامك ومسكنك
ووسيلة ركوبك (سيارتك) وأثاث منزلك متوسِّطاً في نظر المجتمع الّذي تعيش فيه.
فحياتك البسيطة توجب تسلية قلوب المحرومين من حولك.
5- بادر بالذّهاب إلى النّاس بنفسك ولا تنتظر مجيئهم إليك. بادر بلقائهم لتبليغهم
أحكام الله تعالى.
6- بادر بإعانة النّاس ومساعدتهم عند حصول الكوارث والحوادث غير المتوقّعة (السيل،
الزلازل، الحريق، حوادث السيارات). وقم بزيارة المرضى والتخفيف عن مصائب المفجوعين،
ولا تنسَ المشاركة في تشييع جنائز المؤمنين.
7- قم بمراعاة الأدب والاحترام والعدل مع مخالفيك.
8- بادر بالسَّلام والسؤال عن الحال والأحوال، وكن بشوشًا مرحًا، واطلب الإذن عند
الدّخول إلى أيّ مكان، وإنّ ذلك ليس فقط أنّه لا يقلّل من أهميتك ومكانتك، بل يزيد
من احترامك وعظمتك عند الناس.
9- أكثر الاهتمام بجيرانك.
10- أكثر الاهتمام بالأطفال والفتية والشباب.
11- لا تُرجع أحدًا من عندك ميؤوسًا وعلى الأقل إذا لم تقدر على قضاء حاجته فأحسِن
الكلام معه وخفّف عنه فَيُسرُّ بذلك.
12- اعتبر نفسك خادمًا للناس فلا تزعج الآخرين وتحرجهم من أجل راحتك، ولا تتوقّع أن
تجلس ويأتي الآخرون لخدمتك، قم من مكانك وشارك الآخرين في أعمالهم.
13- قم بتوثيق عُرى الإخوّة بدل الاختلاف والتفرقة، وليكن همّك وهمّتك في إرادة
الإصلاح بين الناس وإيجاد المحبة بينهم.
14- شاور الناس في القرارات، واحترم آرائهم.
15- خذ بعين الاعتبار ميول النّاس الفطرية، وليكن كلامك مُنسجماً مع فطرة النّاس
وطبيعتهم وما يحتاجونه واقعًا، ولا تحارب باسم الدِّين ما يرغبون به فطريًا.