ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:
قَبول النقد:
قال الإمام الصادق(عليه السلام): “أحَبُّ أخواني إليّ من أهدى إليَّ
عيوبي”[1] .
الانتقاد سواءٌ في مجال العمل أو الأسلوب هو إظهار الحسنات أو السّيئات في موردها.
نظير تحليل وتقييم أقوال وأفعال شخصٍ ما بقصد تحديد موضع الاشتباه والخطأ والمنع من
تكراره[2].
الفَرْقُ بين النّقد البنّاء وتقصّي العيوب:
يظنّ بعض الناس أنّ الانتقاد هو عين التعييب مع أنَّ هناك فارقاً كبيراً
بينهما. حيث إنَّ النقد يُراد منه تنبيه الإنسان إلى محاسنه وعيوبه واشتباهاته،
أمّا التَّعييب فهو ذكر عيوبه وإشاعتها عند الآخرين.
إنّ الانتقاد السّليم والبنَّاء يبني الإنسان ويقوِّمه ويُثْمر كَشْفَ الواقع
ويفتح الطريق أمام رُشد المجتمع ورُقيّه وتطوّره، ومن هذه الجهة فإنَّ الإسلام مع
النّقد البنّاء[3]، قال الإمام علي(عليه السّلام): “ليكن أحب النّاس من هُداك إلى
مراشدك، وكشف عن معايبك”[4] .
التّرحيب بالنّقد:
1- قُم بنقدِ نفسك قبل أن ينقدك الآخرون، ولا تظنّنّ في أيِّ وقتٍ من
الأوقات بأنَّك خالٍ من العيوب والنّقص. وقُم دائمًا بتحليل وتقييم كلامك وعملك.
وليكُن المعيار عندك في ذلك القرآن الكريم والسّيرة الصّحيحة لنبيِّ الإسلام
الأكرم(صلّى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين(عليهم السّلام) والعقل السّليم.
2- اطلُب من المقرَّبين إليك كالزّوجة والأولاد و... أن يقوموا بنقدك.
3- قبل نشر أعمالك العلميّة والثقافيّة في المجتمع، قُم أولاً بعرضها على عددٍ من
الخبراء في مجالها، واطلب منهم نقدها ودراستها وذِكر الإشكالات عليها.
4- لا بدّ أن تعتبر الأشخاص الّذين يقومون بالانتقاد البنّاء لك، أنَّهم يريدون
خيرك وصلاحك. ولذا لا بدّ أن تقوم بشكرهم على ذلك.
[1] ترجمة ميزان الحكمة (الطبعة الفارسية)، ج9، ص4233. الكافي، ج2، ص693.
[2] فرهنـﮓ فارسى امروز (المعجم الفارسي المعاصر) مصطلح انتقاد (بتصرف).
[3] أخلاق إسلامى، ج3 ص14-15.
[4] ترجمة ميزان الحكمة (الطبعة الفارسية)، ج9، ص4223. الكافي، ج2، ص639.