ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:
معرفة المخاطبين:
روي عن نبي الإسلام الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: “إنَّا معاشر
الأنبياء أُمرنا أن نكلم الناس على قدْر عقولهم”[1].
إنّ معرفة المخاطبين تعني التعرّف على المتلقِّين للخطاب الديني والتبليغي، ومعرفة
خصوصيّاتهم الفرديّة والإجتماعيّة العامّة.
إنّ المخاطَب بالإسلام هو فطرة الناس الصافية والإلهيّة، ولذا؛ فالخطاب الإلهيّ غير
منحصر بفئةٍ أو عرقٍ أو لسانٍ أو أيِّ طبقةٍ إجتماعيّةٍ أو إقتصاديّةٍ بخصوصِها.
إنَّ عامةَ الناس وخصوصاً الأطفال والفتية والشباب؛ يتمتّعون بفطرةٍ إنسانيّة طاهرة
نقيّة، ولديهم الاستعداد التّام لقبول خطاب الحق تعالى وكلامه.
وكذلك؛ فإنَّ الَّذين تلوثّت فِطرتهم الإنسانيّة بسبب أعمالهم القبيحة يمكن
معالجتهم وهدايتهم إلى طريق الحقّ مجدّداً عبر برنامجٍ مناسب؛ وعلى أيّة حال ينبغي
لك أيّها المبلّغ العزيز أن لا تيأس من إرشاد وهداية أيّ إنسان.
وبناءً عليه، فإنَّ أهمّ المعطيات التي لا بدّ من تحصيلها
عن المخاطبين:
1- معرفة ميزان الإستعداد الفكري والروحي ومقدار عِلمِهم ومعرفتهِم.
2- معرفة اتّجاهاتهم وآرائهم ومعتقداتهم وارتباطاتهم واهتماماتهم.
3- معرفة لُغة المخاطَبين.
4- معرفة فئاتهم العمريّة؛ الأطفال، الفتية، الشباب، الكهول والعجزة.
5- معرفة جنس المخاطَب؛ هل هم ذكور أم إناث؟
6- معرفة أوضاعهم الإجتماعيّة والإقتصاديّة.
7- معرفة بيئتهم ومكان عيشهم.
8- الاطّلاع على كونهم عزّاباً أم أنّهم متأهّلون.
9- آدابهم وتقاليدهم وأعرافهم الوطنيّة والمحليّة.
10- معرفة حاجاتهم.
11- الاطّلاع على سوابقهم الثقافيّة والإجتماعيّة والسياسيّة.
[1] الكافي، ج1، ص27. (ترجمة وشرح مصطفوي).