يقع على عاتِق المبلّغين الدينيين وظائف مهمّة في مجال تبليغ الدين، والقيام بها سيؤدّي إلى نجاح مهامهم... التبليغية، وسوف نشير إلى بعض هذه الوظائف؛

8- التزكية والتعليم؛
{...يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...}[1].

التزكية بمعنى التطهير والتهذيب وعدم التلوّث...[2]، والتعليم بمعنى التفهيم والتنبيه وتدريس العلم والتذكير و...[3]

من جملة الوظائف والمسؤوليات الأخرى المـُلقاة على عاتق المبلّغ الديني، الاهتمام بتهذيب وتربية عقول الناس وأخلاقهم وتعليمهم العلوم والمعارف الضرورية المفيدة لهم.

وممّا يجدر القيام به في مورد تزكية الناس، ما يلي؛
1- تهذيب اعتقاداتهم وصفاتهم وسلوكهم من كلَّ انحرافٍ وفسادٍ، نظير الكفر، الشرك، النفاق، الخيانة، الكذب، الظلم و...
2- توجيه ميولهم وغرائزهم في الاتجاه الصحيح.
3- صدّ الناس عن ارتكاب القبائح والذنوب لتبقى أرواحهم وعقولهم طاهرة ونظيفة.
4- السعي لتنمية رشدهم وتكامل الفضائل والصالحات عندهم، بحيث يأْنَسون بها ويعتادون عليها.
5- تعريفهم على محاسن الأخلاق والصفات الإنسانية الفاضلة، حتى تعِمّ المجتمع حالة من الصفاء واللُّطف والصّدق والمحبّة والتكافل.

وأما أهمّ العلوم التي يجب على المبلّغ تعليمها في المجتمع فهي؛
1- تعليم القرآن الكريم: التلاوة والتجويد، الصوت واللحن، المفاهيم وتفسير الآيات، وفي الختام العمل بمعاني الآيات الشريفة.
2- سنّة النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين(عليهم السلام) وسيرتهم في كلِّ المسائل الفردية والاجتماعية.
3- معرفة النفس، معرفة الكون، معرفة الله، معرفة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) والإمام(عليه السلام)، معرفة المعاد وتبيين أهداف الخلق والحياة.
4- الأخلاق الإسلامية (الفردية والاجتماعية).
5- الأحكام والقوانين الإسلامية في الأمور العبادية، السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية... ومن جملة ذلك أيضاً بيان الحقوق والوظائف المتبادَلة بين الناس والقيادة والحكومة (حقّ الناس على الوالي وحقّ الوالي على الناس).
6- التنبيه إلى المؤامرات والفِتن، ومكر العدوّ وخِداعه، وأساليبه في المجالات الثقافية، السياسية، الاقتصادية والعسكرية.
7- تعليم ما هو لازمٌ لسلامة ونشاط جسم الإنسان وروحه[4].

[1] سورة الجمعة، 2.
[2] انظر فرهنـﮓ فارسي معين (المعجم الفارسي معين). لغت نامه دهخدا (قاموس دهخدا)، مادة التزكية والتعليم.
[3] ن.م.
[4] بالاستفادة من: تفسير نمونه (تفسير الأمثل)، ج1، ص456- 458. وج3، ص159- 160. وج 24، ص107؛ قرآن وتبليغ، بى آزار شيرازي، س30-32؛ القرآن والتبليغ قرائتي، ص248- 251؛ ترجمة ميزان الحكمة، ج12، ص5768- 5769.