3- رعاية المصلحة
نواجه أحياناً بعض الأشخاص المخالفين لنا في أفكارهم وأفعالهم، وفي هذه الحالة، من
الجيّد أن نتأمل قليلاً، ونتصوّر أنفسنا في مواقعهم، أنَّه لو كنَّا في أعمارهم،
ومكان دراستهم وعائلتهم ومجتمعهم، هل كنّا نفكر مثلهم؟.
بناءً على ذلك، لا ينبغي التسرُّع في الحكم عليهم، بل لا بدّ من معاملة كلِّ إنسان
بحسب بيئته وقدراته، ومن ثم، ومع رعاية المصلحة والأسلوب المناسب، نسعى إلى
المعالجة والإصلاح حسب ما يقتضيه الوضع والواقع وسنّ هؤلاء الناس.
وكما أرشدنا القرآن الكريم إلى ذلك قائلاً: إنَّ أفضلَ طريق هو الشّروع بالبحث
والتحاور انطلاقاً من المسائل الأساسية التي هي محل اتّفاق بين الطرَفين[1].
[1] انظر سورة العنكبوت، الآية 46: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.