كان السيد روح الله ينظر باحترام إلى المدرس ومدرسيه الرسميين وغير الرسميين. ولكن ليسوا على حد سواء، فحين كان الأستاذ يستعد لمغادرة الحجرة كان ينهض واقفاً احتراماً له، ولكن إذا ما تباطأ العلم لدى الأستاذ، يسارع التلميذ للتدخل لأنه لا يرى التأخير جائزاً للحظة واحدة. ولربما كانت أفكار التلميذ تتعارض أحياناً مع أفكار الأستاذ، مثلما حدث في الجلسة المائتين والثمانين، حيث تحدث المدرس بما يعتقد أنه من صلب الدين، ولكن استنتاجه عن الدين في هذا المجال يتعارض تماماً مع ما فهمه الإمام الخميني في سني الثورة المباركة. فالحديث آنذاك لم يكن حول ما إذا كان باستطاعة النساء ترشيح أنفسهن لعضوية المجلس.
ولم يكن حول حقهن في التصويت بل ورد اسم النساء في لائحة اللجنة ضمن قائمة الذين لا يحق لهم التصويت، حيث بدأ المدرس حديثه قائلاً: "منذ بداية حياتي وحتى الآن حدثت لي أمور كثيرة في البر والبحر، ولكن جسمي لم يرتعش. أما اليوم فإن جسمي يرتعش. والأشكال الذي يرد على اللجنة هو أولاً أنه [لماذا] يجب أن لا يدرج اسم النساء ضمن قائمة المصوِّتين لأن النساء ليس لهنّ حق الانتخاب. كأن يقولوا إنهن لَسْنَ من المجانين ولَسْنَ من السفهاء، فهذا اشكال على اللجنة. وأما جوابنا فيجب أن يكون على أساس الاستدلال والبرهان وهو أنه كلما تأملنا اليوم نرى بأن الله لم يجعل فيهن الاستعداد والطاقة حتى يحق لهن الانتخاب، بل هن من المستضعفين والمستضعفات قاصرات العقول".
علاوة على ذلك فإن النساء في الدين الإسلامي يخضعن في الحقيقة لقيمومية الرجل. فالرجال قوامون على النساء، والإسلام هو ديننا الرسمي، لذلك لا يحق لهن أبداً الانتخاب ويجب على الآخرين أن يعملوا من أجل صيانة حقوق النساء، وقد ذكر الله تعالى في القرآن أن المرأة هي تحت قيمومية الرجل ولا يحق لها الانتخاب في أمور الدين والدنيا معاً.