لا نعلم على وجه الدقة تقدم وتأخر حضور السيد روح الله حلقات دروس أساتذته الثلاثة
في الفلسفة، وثالثهم هو السيد أبو الحسن الرفيعي القزويني. لكننا نعلم أن السيد
القزويني كان يدرّسه ثلاثة دروس هي: الرياضيات والهيئة والفلسفة. وقد علّمه السيد
روح الله درساً في الانضباط بعد سنوات من ذلك.
كان السيد القزويني يفد على طهران في فصول الصيف. وخلال العام الذي كان يصلي فيه
المغرب والعشاء في مسجد جمعة طهران، كان يذهب إليه متى شاء غير ملتزم بالوقت. ربما
حين ينهمك في حلّ معادلة رياضية كان ينسى أنّ المصلين ينتظرونه في المسجد، وفي إحدى
الليالي، وكما هي العادة في غيرها من الليالي الأخرى، مرّ على موعد صلاة المغرب
وقتٌ طويلٌ ولم يأتِ السيد القزويني بعد. وكان السيد روح الله يتردد على ذلك المسجد
في صيف ذلك العام، وحينما رأى أستاذه السابق قد نسي أن وقت الآخرين ليس رخيصاً، نهض
وقال مخاطباً الحاضرين: "تعالوا لنقول له معاً أن يأتي بشكل منظم. أنه يبدد وقت
الكثير من الناس بقدومه اللامنظم". وحينما جاء وصلى وفرغ من الصلاة، اختلى به
أحدهم وأخبره بما جرى. وتساءل السيد القزويني: من الذي اقترح ذلك؟ فأشار الرجل
باصبعه إلى السيد روح الله. فالتفت إلى من حوله قائلاً: "إنه الحاج السيد روح
الله، رجل فاضل وورع وغاية في التقوى ومنظم ومهذّب، الحق معه! فلو حدث أن تأخرت
يوماً فاقتدوا به في الصلاة". ويبدو أنه لم يتأخر منذ ذلك اليوم، لأن الحاج
السيد روح الله لم يقف إماماً للجماعة في ذلك المسجد.
الخميني روح الله ـ سيرة ذاتية