قدّرت المقادير أن يعرج السيد روح الله إلى بعض المجرات على جناح علم الفلك، ويتعرف قليلاً على بعض رموز وأسرار سماء الأرض التي تاهت فيها الأرض. وأصبح هذا التعرف اليسير نافذة يطل من خلالها بعمق على حقيقة الوجود غير المتناهي خلال تجواله الطويل في أعماق مجرات آيات النجوم. وأخذ يدرك حينئذ وبشكل أوضح من ذي قبل، لماذا يدعو في قنوت الصلاة:" سبحان الله ربّ السماوات السبع ورب الأرضين السبع". إن هذا الدعاء يكشف ولا شك بوضوح، كوضوح الشمس، عن أن الأرضين سبع أيضاً. لكن ما هي الأرض؟ هل هي الكرات الأرضية التي لا نهاية لاعدادها؟ أولئك الذين لهم معرفة بالنجوم يتصورون أن قشرة الأرض تتألف من سبع طبقات، في حين يعلم علماء النجوم أن المراد بذلك أراضٍ أخرى، والله تعالى أكبر من أن تكون لديه أرض واحدة.
هل تكرار مفردة السماء 297 مرة، ومفردة الأرض 440 مرة، في القرآن الكريم، يملي علينا الاكتفاء بهذا المعنى وهو أن أرض وسماء عالم الشهادة اللامتناهي، هما كل ما ترمي إليه الآيات الإلهية؟ أم أنّ العالم يكتسب صورة أخرى في وادي الغيب لوجود سماوات وأرضين أخرى؟ كما يبدو من حق كل شخص أن يتساءل في أعقاب ما ورد من وجود جنة عرضها السماوات والأرض: كم هو واسع هذا الوجود بحيث يُعطى كل فرد من أهل الجنة الذين جاءوا وذهبوا ويجيئون ويذهبون، جنة حجمها بحجم السماء والأرض الراهنتين؟
هذه الحقائق لا تستوعبها الأذهان التي ألفت الإيمان بالحقائق بعد اكتشافها. وعلم النجوم الحديث لم يتطور كثيراً، حتى أنه بات عاجزاً عن احصاء كرات أرض سماء عالم الشهادة. ومع هذا فهو قيم جداً لكونه آية إلهية باهرة تقود الذهن إلى آيات أعمق.
الخميني روح الله ـ سيرة ذاتية