تزوج السيد روح الله وله من العمر 27 عاماً، وذلك بعد ثماني سنوات من قدومه إلى قم.
وكانت ثمرة هذا الزواج ولدين وثلاث بنات، فضلاً عن ولد وبنتين أغمضوا عيونهم إلى
الأبد بعد أن فتحوها لبعض الوقت.
لم يكن قد حصل على اجازة الاجتهاد بعد، إلاّ أنه كان قد تجول في زقاق بساتين
العرفان ويده في يد آية الله الشاه آبادي، وزار مدينتين أو ثلاثاً من مدن العشق.
ولهذا كان يفوح من زواجه أريج التعارف العبق في يوم "أَلَسْتُ"، قبل أن يكون عملاً
بحكمٍ فقهي أو استجابةً لعرفٍ اجتماعي.
أما بعد الزواج فكان إلى جانب التزامه بكافة الأحكام الفقهيّة وتطبيقها بحذافيرها،
كان ينمّي في سلوكه الوصايا الأخلاقية الرائعة كي يعلّم مقلديه أن الشخص الأكثر
تديناً هو الشخص الأحسن سلوكاً في المنزل. وقصة زواجه وسلوكه كزوج، قصة تربوية
رائعة نأسف أن نمر بها على نحو الاجمال.
الزواج يبدو أمراً اختيارياً وانتخابياً تماماً ما لم تحدد الثقافة والدين دائرته.
ولا يرى الإسلام في العزوبة انتخاباً، كما قسّم أحكام انتخاب الزوج إلى مجموعتين:
مجموعة المجازات وغير المجازات، ومجموعة المستحبات والمكروهات. وليس بعد انتخاب
الدين انتخاب أصعب من الزواج. فبعد انتخاب الدين، على المرء أن يستسلم بكل لهفة لما
يجب وما لا يجب إلى آخر حياته. والزواج فيه مجموعة من الأوامر تتشعب عنها المحظورات
والواجبات، وإذا كان الاستسلام لها معجوناً بالحب والرغبة، أصبحت الحياة حلوة لطيفة
رغم كل ما فيها من صعاب، وعدا ذلك يتحول البيت إلى جحيم لا يطاق. ويفاقم من مشكلة
الانتخاب ضرورة العثور على الزوج الذي تنسجم أوامره مع أوامر الدين، سيما وأن الناس
يتأرجحون في التواءات الحياة، وغالباً ما يتبدلون عما كانوا عليه في لحظات
الانتخاب.
* الخميني روح الله ـ سيرة ذاتية