ومن أجل أن يصون الإسلام هدوء البيت ويحفظه من السلوك اللامتعادل للرجل، أصدر
أحكاماً قانونية جافة إلى جانب التعاليم الأخلاقية الرقيقة. وقد تكون هذه الأحكام
غير قابلة للتصديق لدى من هو غريب عن الدين. وإذا لم يعمل الرجال والنساء من
المجتمع المتدين بهذه الأحكام الصريحة، فعليهم أن لا يشكّوا في عدم تدينهم، وبعض
هذه الأحكام: "للرجل الحق في أن يطلب من المرأة عدم الخروج من البيت إلاّ لأمر واجب".
أي رجل عاقل يقيّد المرأة بمثل هذه الطريقة؟ لا أحد! لكن إذا كان هناك احتمال وقوع
مفسدة في خروجها، فالعقل يملي على الرجل اتخاذ مثل هذه الخطوة، والشرع يفرض على
المرأة قبول ذلك. وحتى مع افتراض عجز أدلة الرجل عن إقناع المرأة، فإن قبولها بهذا
الحكم المؤقت أفضل من الفراق الدائم. لكن ما هو الحكم لو كان الرجل فقد عقله؟ يتوسط
عقلاء أسرتي الرجل والمرأة ويحسمون الأمر بشكل من الأشكال. للرجل الحق أن يدعو
زوجته إليه كلما تأججت عنده الرغبة الجنسية أو رغب في المزيد من الأبناء. ومن حق
المرأة أن يصلها الرجل مرة كل أربع ليال على الأقل. وهذه الأوامر تُطرح عادة بدون
مفردات، ويكره اطلاق اسم الأمر عليها، إلاّ اللّهم في البيوت التي تتقزّم فيها قامة
الأخلاق. وحتى في هذه البيوت من الأفضل الانصياع لهذا الأمر أيضاً، كي لا يحمل جنونُ
العصيان الشهوةَ إلى الزقاق ومحل العمل.
وللمرأة حق آخر محروم منه الرجل وهو حق استلام أجور العمل البيتي، حتى وإن لم تكن
بحاجة إليها. وقبل هذا كله، لا يمكن الاعراب عن كل رغبة لدى الرجل أو المرأة إلاّ
في اطار رجاء رقيق وليس على شكل أمر جاف. وإذا كان الرجل على علم بقواعد الرجولة
فعليه حينما يأتي إلى البيت أن يريق عند عتبة الدار كل مشكلة من مشاكل العمل ويسلّم
سلاماً حاراً بوجه بشوش ويد ممتلئة كي يسمع إجابة أشد حرارة، من الابتسامة التي
تأتي لاستقباله أحياناً في طبق فنجان الشاي الساخن أو العصير البارد.
* الخميني روح الله ـ سيرة ذاتية