طريقة التدريس
من جملة نقاط القوّة في درس الفقه: تَسَلُّط الأستاذ على الأبحاث الفقهية،
والأصولية والرجالية وعلوم الدراسة والأدب وآيات القرآن وعلم الحديث. كان الإمام
القائد على معرفة عالية بالأبحاث الرجالية، عارفاً بالأبحاث وصاحب ذهن وقّاد، وكانت
أسماء وسلسلة الرواة جاهزة دائماً في ذهنه. وهو بالإضافة إلى ذلك أديبٌ وشاعرٌ
وكاتبُ نثرٍ من المستوى الرفيع. وكان صاحب قوة بارزة في الأدب العربي وعلم الحديث،
وكان عارفاً بالقرآن وبقراءاته وتفسيره. ومما يزيد من أهميه درسه أنه كان يتناول
الرؤىَ المعاصرة وأبحاث أصحاب الأديان الأخرى. كان يُجَهِّز درس اليوم الماضي على
شكل كرَّاس يقدِّمه للطلاب. وكان الإمام القائد يبدأ الدقائق الأولى من درسه بأبحاث
أخلاقية. وفي بعض الأيام كان يوقف الدرس باكراً إذا أمكن ذلك ليطلب من أحد الطلاب
قراءة عزاء الإمام الحسين عليه السلام. كانت أجواء الدرس مناسبة بالكامل للحوار
وطرح الأسئلة. وكان يقول: كل من لا يتمكن من طرح سؤاله شفهياً يمكنه كتابته. وكان
يطلب توزيع أوراق على الطلاب ليدونوا أسئلتهم.
كانت أجواء الدرس تشير إلى حالة من الحَميميّة، وكان واسعَ الصدر في الإجابة على
الأسئلة التي ليست ذات علاقة بالموضوع. كان درسه يتضمن تسجيل الحضور والغياب،
فالحضور ليس مزاجياً ومن لا يواظب على الحضور لا تمدد بطاقة المشاركة له. كان في
الغالب يحضر قبل بداية الدرس ليسلّم على الجميع ويسأل عن أحوالهم ثم يجلس ويشتغل
بالذكر مما يؤدي إلى إضفاء حالة معنوية خاصة على الجلسة.
حجة الإسلام باينده (من طلاب الإمام القائد).