السَّير بسيرة أهل البيت عليهم السلام
يتحدث آية الله الشيخ محمد تقي المصباح فيقول: ان أهم خصائص الشيخ بهجت رحمه الله
التي تلاحظ في طريقته التربوية هي اهتمامه بالآداب الشرعية وبسيرة أهل البيت عليهم
السلام بشكل لا يهمل معه أدق التفاصيل وكمثال على ذلك: كان لديه قطعة أرض زراعية
انتقلت إليه بالإرث، وعندما يصل إليه قسم من محصولها من الأرز سنوياً يحرص على
تخصيص جيرانه وأصدقائه بمقادير منه، ولا يغير طريقته هذه مهما كان المحصول الواصل
إليه قليلا، ويتابع الشيخ المصباح مستشهداً على هذه النقطة بقوله: اضطررت زمن الشاه
للتخفيّ والابتعاد عن قم لفترة من الزمن وقد أرسل الشيخ بهجت لمنزلنا تلك الفترة
كمية من الأرّز في إحدى المرات وفي مرة أخرى أرسل مبلغاً من المال مع ابنه لكن
طريقته كانت ان يرسل ابنه مع زوجته فيقف ابنه على رأس الزقاق المؤدي إلى المنزل
وتتقدم زوجته لتدخل المنزل بمفردها ولم أفهم وقتئذٍ السرّ في هذا التصرف إلى ان
اطلعت فيما بعد على انه من الآداب الشرعية ألا يدخل رجل من غير المحارم منزل المرأة
في غياب زوجها.ومما يحكى عن دقته في الالتزام بالشرع ان بعض المعارضين لنهج العرفان
وللسيد علي القاضي قام بكتابة رسالة إلى والده تلك الفترة يحذره من ان ابنه يتردد
على بعض الصوفيين وانه مُنصرف إلى العبادة مما قد يؤثر سلباً عليه، وقد حدا ذلك
والده إلى ان يرسل له رسالة ينهاه عن التردد على السيد القاضي، فما كان من الشيخ
بهجت إلا ان حمل رسالة والده وتوجه إلى أستاذه السيد علي القاضي ليتعرف منه تكليفه
تجاه ذلك فيأمره السيد القاضي بالرجوع في ذلك إلى المرجع الذي يقلده، وكان الشيخ في
تلك الفترة يقلد السيد أبا الحسن الأصفهاني الذي حكم على الشيخ بلزوم إطاعة والده
وتنفيذ أمر الامتناع عن التردد على السيد القاضي، فيلتزم الشيخ بذلك وتؤثر الحادثة
في نفس الشيخ فيختار السكوت التام وعدم مخالطة احد إلى درجة انه كان يستعمل الكتابة
حين اضطراره لإنجاز أموره الحياتية العادية كشراء الحاجيات ونحوه.
في مدرسة آية الله الشيخ بهجت قدس سره