النَّجاة في الصِّدق

يَروي حجّة الإسلام شعباني انه عندما أراد التعمّم ولُبْس الزّي الديني ، توجّه إلى الشيخ بهجت لكي يتبرك بقيام الشيخ بوضع العمامة على رأسه، وكان ذلك في مسجده بعد صلاة الصبح جماعة، ويقول: وعندما وضعَ الشيخ العمامة على رأسي سألني عن الموضع الذي بلغته في الدراسة، وكنت في ذلك الوقت قد أنهيت دراسة اللمعة الدمشقية تقريباً ما عدا بعض الأبحاث والكتب الصغيرة فيها التي لم التفت إليها حين الإجابة وقلت: قد أنهيت اللمعة بجزأيها، فلاحظت عندئذ وكأن الشيخ قد انزعج من جوابي بل لعل شيئاً من آثار الغضب قد ظهر على وجهه وقال لي: النجاة في الصدق. وقد دعتني هذه الجملة إلى التفكير والتساؤل بأن الشيخ قد دعا للجميع إلا لي فقد واجهني بهذه العبارة فما السبب؟ فالتفتُ بعد التأمل إلى عدم دقتي في الجواب واني فعلاً لم أُنهِ اللمعة بجزأيها، فرجعت إليه وقلت له:ان مقصودي من إتمام اللمعة هو أني أنهيتها إجمالاً ولم التفت إلى بقاء هذه الكتب الصغيرة، لكني الآن التفت إلى ذلك.عندما ذكرت ذلك للشيخ ظهرت عليه آثار الانشراح ودعا لي بالخير وعلمت حقاً بأنه مُطلّع على باطن الناس وأوضاعهم الخاصة.

- وينقل أحد الآجّلة انه كان يسعى للالتزام بالصلاة جماعة خلف الشيخ بهجت مع انّ منزله كان في احد أطراف قم القليلة العمران ذلك الوقت، فيقول: وفي إحدى المرات خرجت إثرَ الشيخ بعد الفراغ من صلاتي المغرب والعشاء فالتفت إلى قائلاً: أين منزلك؟ فذكرت له مكانه فقال لي بعد تأمل قليل: عجّل الذهاب إلى المنزل وليس من اللازم أن تأتي للصلاة ليلاً. وحيث أني كنت اعتقد بحكمة هذا الشخص العظيم في كل ما يقوله أحسست بضرورة التعجيل بالذهاب للبيت، وعندما وصلت وجدت زوجتي جالسة تحتضن طفلها وفي حالة شديدة من الرعب، وتبين أنها قد وجدت عقرباً في البيت مما أثار خوفها الشديد وقد دعاني ذلك إلى ترك المجيء إلى جماعة الشيخ بهجت بعد ذلك إلى فترات طويلة مراعاة لحال العائلة.

في مدرسة الشيخ بهجت قدس سره