قِصَّةُ الشَّمعة والفراشة
إنَّ الأئمةَ الأطهار عليهم السلام يخافون من جهنَّم ويطمعون في الجنَّة، ولكن لا
يَعبدونَ الله سبحانه خوفاً وطمعاً، لأن من جملة «وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك» لا
تفيدُ وجودَ سببٍ اخرَ للعبادة، بل هي قصة الشمعة والفراشة، اي «أهلاً لئن يُطلب
ويُراد ويُعبد» وجدناكَ أهلاً للعبادة أيْ أهلاً لئن تكون مَطلوباً ومُراداً
ومَعبوداً.
عندما رأىَ الملائكةُ أنّ عجينة آدم عليه السلام قد صُنعت من الماء والطين، وانه من
الممكن ان يَصدر منه الغضب والشهوة والحرب واراقة الدماء والفساد، قالوا: انه ليس
خفيفاً وسماويّاً مثلنا ولا يستطيع التحليق، ولكن الله تعالى أفهمهم بتجربةٍ واحدة
انّ الانسان التُرابيّ المنشأ، يستطيع أيضاً ان يكون أعلىَ من الملائكة قال تعالى (وعلم
آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)
أيْ انّ البشر لديهم السَعة لتعلّم الاسماء مع المُسميّات لا الاسم فقط دون
الُمسمَّى، ولكن في مكان اخر (ولكنه أخلد إلى الأرض).
* كتاب: في مدرسة آية
الله العظمى العارف الشيخ بهجت