مِن كَرامات أمير المؤمنين عليه السلام أنه لم يَعبد صنماً قط، ولهذا يقول أهل
السنّة عند ذكره كرّم الله وجهَه، هذا مُضافاً إلى نَيْلِه فضيلة مباشرة تحطيم
الأصنام بيده، والله يعلم كيف سيكون الأمر صَعباً على من كان يَعبد الأصنام دَهراً
طويلاً ويتوسّل إليها لو أمر بتكسيرها، وكيف سيمتنع من ذلك.
والسؤال هو ما هي علة البشر التي تمنعهم من الهدوء والراحة وتَدَعهم في حالة حرب
مستمرة بعضهم مع بعض على الحكم والرئاسة والجاه؟ ونحن لا ندرك سوى أن المُلك
الدنيوي غيرُ باقٍ بل سيزول عاجلاً أم آجلاً.
ماذا كانت سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في مَلبسه ومأكله فترة رئاسته وحكومته
الظاهرية؟ لقد كانت حَلواه التمر اليابس الذي يقطعه قطعاً صغاراً ويرميه في اللبن
الحامض لتذهب حموضته ويصير حلواً، ثم يتناوله مع الخبز اليابس الذي هو الخبز الشعير
أيضاً ويقول: لعل هنالك من لا يجد هذا الطعام.
ولكننا لم نَسر في هذا النهج ولقد فعل الكفّار ما فعلوا وانزلوا على رؤوسنا ما
أنزلوا.
* كتاب في مدرسة آية الله الشيخ بهجت (قده)