ليتنا نجد في قلوبنا عِشقاً لمجموع القران والعترة معاً لكي نستطيع
أولا: أن ندرك تفرّد القرآن والعترة والخصوصية الحاصلة من الجمع بينهما
وثانياً: التوجّه إليهما معا في مقام الإتباع والعمل، والطواف بعشق حول هذين
المحورين، والعلم بأنهما اللائقين للعشق أكثر من أيّ معشوق آخر. ولقد كان يوسف عليه
السلام جماله في نفسه أعلى من جماله في بدنه، وجماله النفساني أعظم من جماله
الجسماني، وكل نبيّ أو وصي نبيّ جماله النفساني أعظم من جمال يوسف الجسماني، فهل
عبارة "قطعّن أيديهن"- أي كون النساء قد قطعّن أيديهن حين رَأيْنَ يوسف عليه السلام
كذب أم صدق؟ وهل الإخبار عنه بأنه "هو في باطنه أحسن منه في ظاهره. كذب؟ إضافة إلى
"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" فلقد أُخفي الجمال الواقعي ليوسف وقد ورد أيضاً: "أُعطي
يوسف شطر الحسن، والنصف الآخر لباقي الناس.." ولكن عليّاً عليه السلام كان يقول: "لو
كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا" أي لم أزدد يقيناً كما لو كشف الغطاء لكم وتيقنتم.
فأهل البيت عليهم السلام هم عديل القران بل هم متحدون معه وإحدى علائم اتحادهم معه
هي أن كلماتهم عموماً تشبه كلام القران، غير أن التحدي والإعجاز الموجود في القران
غير موجود في كلماتهم، وكلامهم "دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق" مثل نهج
البلاغة وخاصة في بعض خطبه التي تشبه القران حقيقة والصحيفة السجاديّة والأدعية
المتيقن صدورها عن أهل البيت عليهم السلام،أيضاً كأنها القران بنفسه وكذلك الخطب
المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام.