ورد في زيارة الإمام الغائب عجل الله تعالى فرجه الشريف: "السلام عليك أيها المهذب
الغائب".
مع أن الإنسان إنما ينبغي أن يكون خائفاً فيما لو كان خائناً، والمهذّب والطاهر
البريء من الذنوب لا يخشى أحداً. لكن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
خائف من إظهار نفسه مع كل ذلك الطهر، وبناءً على هذا فخوفه عليه السلام وبقاؤه ألف
سنة يتنقل في الصحاري من مكان إلى آخر إنما هو بسبب ذنوبنا وأعمالنا نحن....مَثَلنا
كمثل جماعة حَبست قائدها وانفردت باتخاذ قرار الحرب والصلح في البلايا!
نحن الذين فعلنا ذلك ولا نأذن له بالخروج لحلِّ مشاكلنا مع أننا نعلم انه يستطيع
حلها لو خرج، ولكننا نستمر في سجنه وعلى هذا فحتى لو أيده ملايين الأشخاص فانه
سيبقى مثل الشخص الوحيد الذي لا ناصر له ولا معين فنحن لا نقوم في اليقظة بواجبنا
بنحو صحيح ومع ذلك فإننا نتوقع الاستيقاظ والقيام ليلاً للتهجد...
إن من ينال التوفيق يستيقظ من نومه ويقوم بالتهجد ولكن المحروم من التوفيق حتى لو
استيقظ فهو لن ينتفع من استيقاظه. نسأل الله تبارك وتعالى أن لا نكون ممن يدعون
لتعجيل فرج إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بألسنتهم ولكنهم يؤخرون ظهوره
بأعمالهم.. إن ما قمنا به قد أدىَّ إلى حرماننا من منابع الفيض والرحمة ومنابع
النور والحكمة وقد تركنا منذ اليوم الأول العترة جانباً ورفضنا اتِّباعهم والسّير
على نهجهم.
* كتاب: في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس