سئل الخليل بن احمد – وهو من الأشخاص المقبولين عند الشيعة والسنة -وكان من الشيعة
المخلصين لأمير المؤمنين (ع)، (وأنا على يقين انه كان من الشيعة، رضوان الله تعالى
عليه)، سئل: ما الدليل على أن علياً عليه السلام إمام الكلّ في الكلّ؟
فقال في الجواب: "افتقار الكلّ إليه في الكلّ، واستغناؤه عن الكلّ في الكلّ،
دليل على انه إمام الكلّ في الكلّ".
لكننا نعلم أحقيتهم أو عدم أحقيتهم (الخلفاء والصحابة) من طريقة عملهم، كتصرف أمير
المؤمنين عليه السلام ومعاوية في بيت المال مثلاً. فإن أسلوب معاوية في التصرف
وتقسيم المال كان عجيباً إلى حدٍّ أن ابن الزبير كتب إلى عبد الله بن عمر يقول له
:"إن معاوية قد استأثر ببيت المال" فحتى أن ابن الزبير على ما هو عليه لم يرض أن
يكون كمعاوية أو يزيد في التصرف ببيت المال.
ولعل هناك سراً في تقسيم أمير المؤمنين عليه السلام أموال بيت المال بالسوية لأنه
لو كان يعمل وفقاً لما تقتضيه المصلحة فان الآخرين سيسيئون استغلال ذلك حين متابعته
ولهذا كان عليه السلام يكنس بيت المال ثم يصلي فيه، وكان أحياناً يقسم ما في بيت
المال أسبوعياً بدلاً من القيام بذلك شهرياً. وحينما سئل عن ذلك وقالوا له: لقد
أعطيتنا قبل أيام. قال عليه السلام: لست خازناً لأموالكم. فكان اذا وصل المال إلى
مقدار يكفي لأحياء الكوفة السبعة يقوم بتوزيعه ولا يحتفظ به! فهذه هي طريقة أمير
المؤمنين عليه السلام في التصرف ببيت المال.
* كتاب: في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس