نُقل عن المرحوم الميرزا جواد الملكي التبريزي انه قال: هل حَدَث أن امتُحِنت في
صدق عبوديتك لكي تعلم هل أنت عبدٌ لله أم لا؟ فكرّ انك إذا كنت تهيأت مع زوجتك
وأولادك للسفر لزيارة كربلاء, وبعدَ تحمّل المَشَاق الكثيرة وإنفاق المال الكثير
وصلتم إلى الحدود ولكن فُرض عليك هناك ارتكاب محرم "مثل كشف الحجاب أو نظر الأجنبي
إلى زوجتك وبناتك" لكي تستطيع الخروج من نقطة الحدود وأخذ الجواز, ففي هذه الحالة
كيف تتصرف, هل تقول في نفسك: لا أهمية لذلك انه مجرد ذنب واحد وقد أنفقنا كل هذه
الأموال وتحملنا هذه المشاق حتى وصلنا إلى هنا فلنرتكب هذا الحرام ونعبر الحدود أو
انك وبكل شجاعة ورجولة ومع جميع ما تحملته من مشاق وبُعد المسافة ومع كل ما أنفقت
من أموال ترجع مع عائلتك؟ وتقول: أن من أمرني بقوله: إن الزيارة مستحبة وهو في نفسه
مَنْ اُقصِده للتقرّب ومجيئي إلى هنا وتحملي كل هذه الخسارة المالية كان من اجله لا
يجوز ارتكاب الحرام فيجب علي الرجوع من دون أي قلق أو انزعاج استجابة لداعي نهيه
وزجره لأنني عبدٌ وأريد زيارة سيد الشهداء عليه السلام من اجل رضا الله سبحانه
وتعالى لا إرضاءً لقلبي, وإذا كان هذا العمل لله فالله تعالى نهى عن ارتكاب الحرام
وينهى عن الزيارة إذا توقفت على ارتكاب الحرام, ولذا علي الامتثال وترك الذهاب
للزيارة.
وعليه فلو لم يعدل ويرجع فهو يقيناً ناقص الإيمان فإن الله عزوجل يقول: (فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكمومك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا
تسليما) فالعبد المؤمن يجب أن يسلّم لأمر الله وحكمه لا أن يكون تابعاً لرغباته
وهواه ومطيعاً للنفس والشيطان.