يستظهر من حديث: "تنعموا بعبادتي في الدنيا فإنكم تتنعمون بها في الآخرة" أن
للعبادات قابلية التنعم بها، ولكننا نأتي بالعبادات على نحو وكأن السوط على رؤوسنا،
وخوفا من جهنم لأنها أمر واجب، فان لم نأت بها فسيؤول مصيرنا إلى الجحيم وكأن
العبادات دواء مر لا بد من تجرعه، لان الشفاء لا يحصل إلا به فنضطر إلى تناوله.
أتوا بدواء مر إلى رجل عربي فتناوله وقال ساخرا: عسل! عسل!
فيمكن الاستفادة من جملة "فإنكم تتنعمون بها في الآخرة" أن التنعم بالعبادة في
الدنيا أمر ممكن وان نفس التنعم في الدنيا له انعكاس على التنعم في الآخرة أو يكون
سبباً لزيادة وعلو التنعمات الأخروية أي لزيادتها وعلوها عمقاً لا حساً.
* في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس