إن الإنسان ليظلم نفسه أحيانا ويضع نفسه في الأغلال بنحو لا يستطيع هو أو أي شخص
آخر بعدئذ فك تلك الأغلال.
إن بمقدور الإنسان وفي جميع الظروف والابتلاءات أن يسلك الطريق المستقيم وصراط
العبودية ليحصل في النتيجة على القرب من الله تعالى فنحن الذين نهيئ مقدمات الأعمال
ومقدمات الأفعال الاختيارية بأيدينا وهي تتم بواسطتنا ونحن أيضا الذين نهيئ أسباب
الخواطر والغفلة والنسيان عن ذكر الحق تبارك وتعالى، ولهذا يجب علينا البحث
والتحقيق في علل الأعمال ومعلولاتها وبواسطة المحاسبة والمراقبة تظهر وتتضح لنا
عيوب الأفعال.
لا يراد منا في الأمور العبادية أن نزيح جبلا عن محله بل إن أصعب العبادات هي صلاة
الليل وهي في الحقيقة مجرد تغيير موعد النوم لا ترك له من أصل بل تنام قبل نصف ساعة
من موعد نومك لكي تستيقظ قبل نصف ساعة من موعد استيقاظك، فهل تخاف أن لا تنام مرة
أخرى وتموت!! ولكنك إذا بقيت نائما فمن الممكن أن يأتيك الموت وأنت نائم أيضا..