إن الله سبحانه لا يرسل البلاء من غير مصلحة وحكمة، ويجب الدعاء من أجل رفع تلك
البلاءات. يقول الله تعالى: "فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا". أي أن البأس والصعوبات
والضغوطات هي من الباري سبحانه وهو الذي يرسلها عليكم لكي تتضرعوا وتتوجهوا إليه
وتطلبوا منه وتدعوه فلم لا تقومون بذلك؟
عند الشدائد والمصائب والابتلاءات نهتف جميعاً مستغيثين: يا الله، ومن المعروف انه
عند الإشراف على الغرق ترتفع الأصوات بالضجيج من جميع من في السفينة من الرجال
والنساء ومن البر والفاجر.
نعم ففي حال البلاء والمصائب والشدائد ترى حتى غير المصلين بل غير المسلمين يلتجئون
إلى الله تعالى. أفلا ينبغي لنا مع جميع هذه الابتلاءات النازلة على رؤوس المسلمين
أن نلتجئ إلى الله سبحانه؟! أن ننتظر إلى أن يشتد البلاء ويسوء أكثر؟!
نعم يجب أن توجد فينا في الرخاء حالة الابتهال والتضرع والتوسل وأن نلتجئ إلى الله
تعالى ونكون شاكرين له لكي يسمع استغاثتنا في حالة الشدة والمصاب وإلا حلّت بنا هذه
المصائب والبلايا، لان الكفار وأعداءنا لا يهدأون ولا يقر لهم قرار بل هم يضعون
الخطط لنا لما بعد خمسين سنة. أفلا يجب أن نلتجئ إلى الله سبحانه في حال الرخاء؟ أم
نكون كالكفار الذين لا يلتجئون إلى الله إلا في حال الشدائد والحروب فقط فيذهبون
إلى الكنائس عند وقوعها؟ ألا يجب أن نحمل هذا الهم وندعوا بتضرع واستغاثة لظهور فرج
المسلمين والمصلح الحقيقي الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف!