جاء في كلمات أمير المؤمنين عليه السلام: "والله لابن أبي طالب آنس بالموت من
الطفل بثدي أمه".
وجاء في كلمات سيد الشهداء عليه السلام: "وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب
إلى يوسف". وقال عليه السلام أيضاً حين خروجه من مكة متجهاً إلى كربلاء: "من
كان باذلاً فينا مهجته موطِّناً على لقاء الله نفسَه فليرحل معنا". أي انه دعا
الجميع إلى الجهاد والحرب والقتل وكذلك أهل الجنة أيضاً فإنهم يدعون أصدقاءهم الذين
في الدنيا ويسألونهم عن سبب عدم مجيئهم وبقائهم في السجن والقفص .
إن العمل الذي يُنسب إلى عابس رضوان الله عليه في خلعه لدرعه ومغفرته وقميصه في يوم
عاشوراء في ساحة الحرب أمر يسير لأن الإمام الحسين عليه السلام وجميع أصحابه كانوا
مستميتين وطالبين للموت والشهادة. وكانوا يعلمون بأن المسألة منتهية وليس أمامهم
إلا الموت والشهادة. وعقلاء العالم في مثل هذه الحالات يتنازلون عن مطالبهم، أي انه
إما أن يستسلموا أو يفروا من القتال. اللهم إلا إذا كانت هناك علاقة دينية ووازع
ورادع ديني وإلهي. وهكذا كان أصحاب سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء وكان الموت
عندهم أحلى من العسل. فهل يمكن القول إن هذه الجملة كانت خلاف الواقع.
* كتاب: في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس