عندما سيطر جيش معاوية في معركة صفين على الماء منعوا عليّاً عليه السلام وأصحابه منه ولكن عندما سيطر علي عليه السلام وأصحابه على الماء لم يمنع معاوية وأصحابه منه فهل شُوهد أو سُمع من يعطي الماء لأعدائه في ساحة المعركة؟!
في الحرب العالمية الأولى وفي عهد
الحكومة القيصرية في روسيا لم يكن يرجع أي من الجنود الذين أُرسلوا إلى القتال مع
ألمانيا، وفي إحدى المرات وعندما كان القطار غاصّاً بالشباب الذين يُرسلون إلى
ساحات الحرب مع ألمانيا نامت أمهات الجنود على السكة الحديدية لمنع حركة القطار،
فجاء الأمر من موسكو بدهس الأمهات وعبور القطار على أجسادهن.
ومن المتعارف في الحرب وحين الهجوم أن يضعوا الحراس حذراً من هرب الجنود من المعركة
ولكن الإمام الحسين عليه السلام قال لأصحابه في ليلة عاشوراء: "انتم في حلٍّ من
بيعتي وهؤلاء القوم لا يريدون غيري ومن أراد الذهاب فليذهب".
لقد كان عدد جيش الإمام الحسين عليه السلام في ليلة عاشوراء ألف مقاتل تقريباً فانسلّوا في ليلة عاشوراء كل عشرة عشرة بعضهم ودّع الإمام الحسين عليه السلام وبعضهم لم يودع وابتعدوا عن ساحة القتال وذهبوا في حال سبيلهم. كما أمر الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل عليه السلام أيضاً بأن يتعامل مع أصحابه بالرأفة ولعل هذا كان هو السبب في قتل مسلم واستشهاده لأنه لم يؤذن بالحرب وإلا فانه لم يكن في دار الإمارة ومقر ابن زياد أكثر من عشرين شخصاً وكان مسلم قادراً على محاصرتهم.
* في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس