لماذا لا نتنبه والله يقول: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى)1.
أي لو تركت أكل الحرام فلن تموت من الجوع والعطش، الجنة معدة لك، وإلا لم تكن.
لو كنا نؤمن بالجنة والخلد لما خالفنا الأحكام الإلهية إلى هذا الحد. إن ما قاله
الشيطان لآدم وحواء (ع): (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو
تكونا من الخالدين)2 كان تورية أو كذباً، ومؤداه أنكما إذا بقيتما
في الحنة لن تكونا ملكين ولن تكونا من الخالدين، إذاً فاذهبا إلى جهنم من خلال
العصيان والأكل من الشجرة المنهي عنها.
كم نشبه الطيور في هذا حيث ينصبون لها المصائد ويستدرجونها بوضع حبة فيها لتقع في
الشراك حين سعيها لالتقاطها، وماذا لو وقع قلب الإنسان في المصيدة؟!
إن الشيطان قد كمن للبعض في منعطف الطريق وأخذ يجرهم إلى الحرام كما قال تعالى عن
لسانه: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم . ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن
أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)3.
كتاب: في مدرسة آية الله العظمى العارف الشيخ بهجت (قدس سره)
1- طه: 118.
2- الاعراف: 20.
3- الأعراف: 16 – 17.