من المستحسن أن نجعل الأحكام الإلهية ملاكاً في شؤون حياتنا وأن نسعى لتحقيق
الانسجام فيما بيننا، فالله تعالى هو الرؤوف والرحيم بكلا الطرفين، لا أن يقول أحد
الطرفين: يجب تنفيذ أوامري ورغباتي، ويقول الآخر: بل أوامري أنا. فلماذا لا نصغي
الى الاوامر الاهية؟
إن الطيبات والاغذية الجيدة واللذائذ الاخرى تتعقبها الايام السيئة والعاقبة غير
المرضية مما يكون ثمرة ونتيجة ومولودا للافراط والغور في هذه الطيبات واللذائذ.
اضافة الى ان هذا من محاسن الدنيا فكيف سيكون الحال في مساوئها؟ وها نحن نتخاصم
ونتقاتل من اجل الدنيا التي محاسنها هكذا. نتصارع على هذا السمّ القاتل والخادع.
فانا اقول إن هذا السم المهلك لي والاخر يقول ايضا بل هو لي، وهذه الدنيا هي التي
تجعل الطفل شاباً والشاب كهلاً والكهل حطاماً .
كتاب: في مدرسة اية الله الشيخ بهجت
المقدس