الويل لمن يطلع الإمام الحجة عجل الله فرجه على كونه لا يبالي في تحصيل رضاه
واجتناب مخالفته، ومن يقول للناس في الأمور المالية: "إن يدي هي يد الحجة وأنا
وكيله"، ولكنه في الأعمال الأخرى لا يكون كذلك ولا يتصرف كممثل له.
نسأل الله أن لا نكون بهذا النحو خصوصا ونحن نرجوا أن يعيننا في آخر أعمارنا وعند
الموت ونأمل أن يزول البلاء عنا بشفاعته فهل من الممكن أن ننفصل عنه في بداية
أعمالنا ثم نرجو أن يأخذ بأيدينا في آخر المطاف؟
لقد سلم السيد الطبيبي عند اقتراب وفاته على جميع أنوار المعصومين عليهم السلام
وعظمهم ولكن أحدا من الحاضرين لم يشاهد شيئا فنحن بحاجة إلى هؤلاء العظماء في مثل
تلك الأوقات فإياكم أن تأتوا بأعمال تكون نتيجتها أن يتبرأوا منا ويقولوا عند النفس
الأخير: إننا لا نعرف هذا الشخص.
إن التفاوت والاختلاف في درجات الإيمان والتقوى واليقين بيننا وبين العلماء
السابقين واسع وشاسع بمقدار مائة عام، ولكنها كألف سنة. لقد كانت استجابة ادعيتهم
وبسرعة أمرا عاديا للغاية. ولكن لو قال احد اليوم: دعوت فاستجيب لي فهو أمر نادر
جدا.
نقل عن شخص كانت المدة بين وفاته ووفاة المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري رحمه الله
مدة أسبوع فقط وكان في مشهد الإمام الرضا عليه السلام وعائلته في العراق، فذهب الى
حرم الإمام الرضا عليه السلام وقال: عائلتي... فمر شخص من جانبه على الفور وأعطاه
مقدارا من المال ولكنه التفت إليه وقال: إن هذا غير مناسب لكرمكم - قال هذا في سبيل
أن يحصل على مقدار آخر من المال - ثم قال: هذا قليل. بعد هذه الحادثة جاءه احد
علماء مشهد وهو في الصحن الشريف وقال له: يبدو أن صفقتك مع الإمام جيدة "ثم مد يده
الى جيبه واخرج نفس المقدار من المال الذي كان يريده ذلك الرجل وأعطاه إياه.
كتاب: في مدرسة آية الله المقدس الشيخ بهجت