إن علة تأكيد الزهراء عليها السلام في وصيتها لعلي عليه السلام "ادفني ليلا" واني
غير راضية أن يحضر تشييع جنازتي من ظلمني، فان كنت لا تقدر على ذلك أوصيت إلى
الزبير لأنه من أقربائي أيضا ويمكنه القيام بذلك. علة ذلك كله هو أنها أرادت إظهار
عدم رضاها عن الجهاز الحاكم ورفضها له وان تعلن صرخة مخالفتها لهم ليبقى صداها
مدويا إلى يوم القيامة وهي تبين مدى ظلمها الذي وقع عليها، وثانيا إحراق الثاني
لباب بيتها بالنار مع أنهم قالوا له "إن فيها فاطمة" قال وان...
إن ايصاء الزهراء عليها السلام عند احتضارها مع كل تلك المظلومية بأن تدفن ليلا
تصرف عجيب نظير أعمال الأنبياء عليهم السلام لأنه عمل يصدر ممن نوزع وغلب وقتل
واستشهد ورأى جميع هذه الابتلاءات ومع هذه الحال يجد طريقا ليظهر بمظهر المنتصر
واراءة الآخرين نصره فوصيتها عليها السلام بأن تدفن ليلا بلا تشييع عمل يشبه عمل
الأنبياء ومعاجزهم وهو طريق يعجز فكر البشر عن فهمه ولو خطر ببال الحكومة والخلافة
أن الزهراء عليها السلام ستقدم على عمل كهذا لدخلت دارها ومنعت من هذا التدبير لكن
بعد الدفن لم يتبق لديها غير نبش قبرها عليها السلام وهذا مما سيمنعهم منه أمير
المؤمنين عليه السلام وعليه فلن يكون بمقدورهم القيام بشيء.
في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس