من النادر أن يقع في هذا الزمان قضايا كهذه إذا قدّر لها أن تقع، ولكن الإنصاف هو
انه إذا اقترب وقت الظهور جدا وحين تمتلئ الدنيا ظلما "ملئت ظلما وجورا" فمن
المظنون به بل ما هو أعلى من الظن أن تحصل للأشخاص الباقين على إيمانهم الثابتي
القدم فيه قبل الظهور عنايات وألطاف خاصة لئلا يخرجوا من الدين، لأن ولي العصر عليه
السلام هو ملجأ الناس وكل من كان ملجؤه ومستنده هو عليه السلام يكون جبلاً من
الإيمان كأن الناس إلى الزمان القريب للظهور يتعرضون للغربلة والتصفية كما جاء في
الرواية يقوم... بعد ارتداد أكثر القائلين بإمامته". ومن المؤكد انه سينال الذين
تخرجوا من الابتلاءات والامتحانات الإلهية ألطافاً خاصة من ولي العصر عليه السلام.
كيف نعيش حضوره عليه السلام ورقابته:
كيف سيكون حالنا وكيف سنكون حريصين على كلامنا إذا كنا في غرفة مغلقة وكنا نعلم
بوجود قوة عظمى مثل أمريكا وروسيا ترصد من وراء الباب وتتنصت على كلامنا المؤيد
والمعارض لها تسجله وأنها ستقدم على اقتحامنا في الوقت المناسب؟ فكم سنكون محتاطين
وحريصين حتى لو لم نكن نراهم ولكننا نعلم بوجودهم خلف الباب؟ فلماذا إذن لا يكون
حالنا بالنسبة لإمام الزمان عليه السلام بهذا النحو والمستوى من الحرص والانتباه
لتصرفاتنا أثناء قيامنا بما يكون في النتيجة له أو عليه؟ ولماذا لا يختلف حالنا
وموقفنا نحن الذين نؤمن به ونتخذه إماما عن موقف أهل السنة الذين لا يعتقدون به..
قال أحدهم لصاحبه: ماذا سيكون جوابك لإمام الزمان عليه السلام وأنت تنظر لامرأة
أجنبية من فوق السطح؟ علينا أن نفترض حضور إمام الزمان عليه السلام فنسير حيثما
يسير ونفعل ما يفعل ونترك ما يترك وان لم نكن نعلم كيفية ذلك فإننا على الأقل نعرف
الاحتياط ونقدر عليه ولكننا وكأننا لا نريد السير في طريق رضاه عليه السلام لا انه
لا ندري طريق رضاه عليه السلام ويتعذر علينا الحصول عليه.
كتاب: في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس