يقول الشيخ مصباح: كان آية الله بهجت ينقل عن المرحوم القاضي أنه قال: إذا أدّى احد
صلاته الواجبة في أول وقتها ولم يصل إلى مقامات رفيعة فليّلعني! أو برواية أخرى:
فليبصق في وجهي. فهنالك سرّ عظيم في أول الوقت وهنالك فرق بين "حافظوا على الصلوات"
وبين أقيموا الصلاة".
وإذا اهتم المصلي بالصلاة وتقيد في أدائها في أول وقتها فان هذا العمل في حد ذاته
له آثار كثيرة حتى وان لم يصلها بحضور القلب. وكان بعض العلماء يؤمن معيشة أولاده
في المستقبل من خلال ايصائهم بالصلاة في أول الوقت أو بصلاة الليل.
جاء في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "حبب إلي من دنياكم: الطيب
والنساء وجعل قرة عيني في الصلاة". ويمكن الاستفادة من هذا الحديث بأن أعظم لذة
وسرور في الدنيا بحسب الظاهر هي الطيب والنساء ولا عدل لهما، والقلوب متوجهة
إليهما. ولكن قال البعض حول جملة: "وجعل قرة عيني في الصلاة" إن فيها عدولا ولكن
الأمر ليس كذلك بل لعله إشارة إلى أن الصلاة أيضا تشتمل على لذات شبيهة بلذة الطيب
والنساء، أي أن لذة الصلاة هي أعلى بدرجات من لذة الطيب والنساء. وقد جاء في الحديث
القدسي: "تنعموا بعبادتي في الدنيا، فإنكم تتنعمون بها في الآخرة". ومعنى تنعموا أي
تلذذوا.
في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس