الله يعلم كم لحفظ القرآن من مدخلية في الاستفادة منه بصفته معدناً ومنبعاً للرحمة
الإلهية، وهل من الممكن أن نجد تعبيراً أعلى من هذا الكلام: "من ختم القرآن فكأنما
أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه". أي أن القرآن يوصل غير الأنبياء إلى
غاية كمالهم. ولكننا لا نستفيد من القرآن كما يجب وينبغي، والمسلمون أيضاً في غاية
الاختلاف في شأن أهل البيت عليهم السلام.
وقد نقل عن أفراد كثيرين ممن زاروا أضرحة الأئمة عليهم السلام أنهم سلموا عليهم
وسمعوا جواب السلام ينبعث من الضريح أو أنهم قد تحدثوا مع الأئمة عليهم السلام،
والمقصود من هذا الكلام كما أن الناس مختلفون في شأن عِدل القرآن "أهل البيت عليهم
السلام" على مراتب ودرجات متفاوتة، فكذلك هم مختلفون في شأن القرآن. يقول أحدهم:
لقد ختمت القرآن مرتين أو ثلاثة خلال شهرين أو ثلاثة فوجدت أني أحفظ القرآن بأجمعه
مع أني لم أكن حتى قاصدا لحفظه بل صرت بحيث أستطيع تمييز آيات القرآن من بين أسطر
كتب التفاسير.
* كتاب: في مدرسة آية الله الشيخ
بهجت المقدس