نحن ألان حفنة من الشيعة في حالة بلاء وضيق وفينا العلماء والنساء والأطفال الأبرياء ممن لا مقر لهم ولا مفر أفلا يجب علينا ان نطلب من الله العون بعيون باكية وقلوب محزونة أن يرفع هذا البلاء؟ وهل من الصحيح أن نجلس مرتاحين وننظر إلى ما يجري وإخواننا وأخواتنا في الإيمان مبتلون في أيدي الظالمين؟ فاذا كنا اليوم لا نرحمهم ولا ندعوا لنجاتهم فغدا عندما ينزل مثل هذا البلاء على رؤوسنا لن يرحمنا الآخرون ولن يدعوا لنا. إن الشيعة بلا ملجأ وهم هدف للهجمات والغارات من كل ناحية بجريمة حقانيتّهم وبراءتهم والله تعالى يعلم ان الشيعة غير الحجة عليه السلام والمقربين إليه وأحبائه في أي موضع وحال وكم يعانون من ضيق وضغوطات الا يفترض ان تقلق لاننا ضعفاء في التدين بهذا النحو اذا كان الشيعة الصادقون هم من يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا فهل نحن كذلك وهل نحن شركاء للأئمة في أفراحهم وهمومهم وغمومهم وهل من الممكن ان نكون شيعة تمر علينا ليلة من غير ان ندعوا لهلاك أعداء الإسلام وأهل البيت عليهم السلام ا وان نكون في دعائنا غير مخلصين اذا كان دعاؤنا مقرونا بالبكاء فمعنى ذلك ان نتقدم إلى الإمام وإذا ما متنا او استشهدنا فقد تحقق مقصودنا والان فان إخواننا وأخواتنا في لمذهب والدين يرزحون تحت الضغط والاذى ونحن جالسون لا اُباليين نقضي أيامنا براحة فإذن لا ضير في ان يقابلونا غدا بنفس الموقف اذا وقعنا بالضيق والشدة في حين ينبغي ام يكون المجتمع التوحيدي بنحو اذا تعرض جزء منه للأذى فان الأجزاء الأخرى لا تقف مكتوفة الأيدي .
كتاب: في مدرسة اية الله الشيخ بهجت المقدس