مع أن حزن المؤمن وسروره يَسري إلى باقي المؤمنين فلماذا نحن لا أُباليين مع نزول
جميع هذه البلاءات والمصائب, فإما أننا لسنا بمؤمنين,أو أنّ هؤلاء المبتلين ليسوا
كذلك, أو أنّ القلوب صارت قاسية؟ لقد ورد في الرواية أنّ ظهور قائم آل محمد عليهم
السلام سيكون "بعد قسوة القلوب".
يقول سعدي وهو شاعر: إن بني ادم أعضاء بعضهم لبعض خُلقوا من جوهر واحد فلئن ألمّت
الحوادث عضواً منهم لا يبقى لبقية الأعضاء قرار. وقد نقل المرحوم الشيخ عباس ألقمي
في سفينة البحار رواية وكأن هذا الشعر مقتبس منها, وإذا قدّر لأحد أن يتتبع الأمثال
والحِكم والأشعار فانه يستطيع جمع مجموعة كبيرة من الآثار وقد جاء في إحدى الروايات
ما مضمونه: أحيانا يشعر المؤمن بالحزن والأسى دون أن يعرف سبباً لذلك وعلة ذلك, فان
مؤمناً آخر في أقصى نقاط الأرض قد أصابه بلاءٌ وربما يكون ارتفاع البلاء عنه سبباً
في فرح وسرور بقية المؤمنين, وربما كان مؤمن واحد سبباً لنزول الرحمة والبركة على
بقية المؤمنين, وعلى كل حال فقد أتمّوا الحجة علينا فإذا ما عرفنا تكليفنا وعملنا
به هذا الزمان يحق لنا أن نرمي بعمائمنا فرحاً نحو السماء, وفي الموارد التي لا
تجري فيها أصالة البراءة مثل موارد الدماء والأموال الخطيرة والأعراض والإسلام
وضروريات الدين علينا العمل بالاحتياط...
في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس